مع عودة العام الدراسي الجديد وإجراء بعض التعديلات في البرامج والأنشطة المدرسية فإنني أتمنى من كل قلبي ألا تمس تحية العلم حتى لو حدث تعديل في طابور الصباح لأن تحية العلم تعتبر أحد المناهج الأساسية في المدارس لتعرف الأجيال القادمة قيمة العلم وهيبته وأنه ليس مجرد قطعة قماش، ولكنه انتماء وجسر حب وتضحية وفداء.
وقد تكون ممارسة تحية العلم أقوى تأثيرا من آلاف الصفحات في المناهج عن حب الوطن والمواطنة وعندما نتذكر أصوات الطلبة الذين يهتفون بحب الوطن عند تحية العلم فهذا المشهد لا يمكن التنازل عنه تحت أي ذريعة ولو لفترة مؤقتة لأنه درس أساسي ومحوري في العملية التعليمية لإعداد الأجيال القادمة والمطلوبة لبناء الوطن العزيز.
ومهما كانت الحجج والذرائع فأرجو من وزير التربية وقياداتها ألا ينسوا تحية العلم بجميع المدارس مع بداية العام الدراسي الجديد وطوال العام الدراسي، حيث إن لذلك الآثار التربوية والنفسية بعيدة المدى.
ولا نسمح بإغفال تحية العلم أو التنازل عنها لأن اليوم الدراسي الذي يبدأ بدون تحية العلم والهتاف المخلص للوطن هو في الواقع منزوع البركة لوطننا المعطاء.
ويتألف علم الكويت من أربعة ألوان وقد استوحيت من بيت الشعر العربي لصفي الدين الحلي وهو:
وإنا لقوم أبت أخلاقنا كرما
أن نبتدي بالأذى من ليس يؤذينا
بيض صنائعنا سود وقائعنا
خضر مرابعنا حمر مواضينا
وفي عام 1963 قام وزير الخارجية آنذاك الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، طيب الله ثراه، برفع علم الكويت أمام مبنى الأمم المتحدة بعد انضمام الكويت لها.
وتم إصدار القانون رقم 26 لسنة 1961 في شأن علم الكويت الوطني للكويت والذي بمقتضاه لابد من رفع العلم على دور الحكومة والأماكن الخاصة بإقامة الأمير ودور السفارات والمفوضيات والقنصليات الكويتية في الخارج وعلى السفن التي تحمل جنسية الكويت ويجوز رفعه على المباني الخاصة في الأعياد والاحتفالات العامة والخاصة، ولابد من المحافظة عليه بصورته السليمة وبمكانه المحدد وعدم إلقائه على الأرض أو تمزيقه.
وأتمنى من جميع المدارس الالتزام بتحية العلم لما لها من أهمية لغرس الوطنية في نفوس أبنائنا وبناتنا منذ الصغر ليحبوا وطنهم ويعرفوا قيمة الوطن والمواطنة.