تتحرك في نفس الإنسان مشاعر وأحاسيس تدعو إلى إرضاء الآخر سواء بالفعل أو القول، وهذا ما يسمى بالمجاملة، والمجاملة غالبا ما يطغى عليها عدم المصداقية والكذب أحيانا بل إنها وسيلة لتدمير العلاقة والخوض بما لا ينفع.
كثير من الناس يستخدمون مصطلح المجاملة ليظهروا شعورا مصطنعا وأحاسيس مقلوبة تساعد على تحسين الصورة غير الواقعية والكسب المادي، هذا إذا كانت النية غير صافية والطريقة مدمرة.
المجاملة أسلوب خير ومنهج شر، فإذا كانت المجاملة صادقة تتحلى بمعاني الحب للآخرين وتعين على ذوبان الكراهية والحقد والحسد وتساهم بالاقتراب عن الابتعاد فهي أسلوب خير، وإذا كانت غير ذلك فالعواقب عظيمة والفرقة عذاب.
إننا نحتاج المصداقية في القول والعمل، فعصرنا الحالي مليء بالفساد الأخلاقي والتفضيل على الآخرين ورفعة النفس والدفاع عن الذات، وإذا تنوعت أدوات الفساد دمر البلاد وهزم العباد ودامت الحروب وضيعت الدروب فتساوى الإنسان مع مخلوقات الرحمن، فلا العقل ينفع ولا التفكير يردع. حتى يصبح الإنسان عدوا لنفسه وللآخرين.
لقد ارشدنا الله عز وجل إلى وسائل حكيمة تنظم حياة البشر بما يرضاه خالق البشر بصورة جمالية تضفي حياة سعيدة بين أرواحهم وتربط كل معاني الخير فيما بينهم لاستكمال مسيرتهم الدنيوية والوصول إلى حياة الخلد الكريمة.
[email protected]