في الأسبوع الماضي، كنا في حوار مع الزملاء بإحدى الاستراحات على شارع الأردن في عمان، وكان الطرح «ما العمل بعد جائحة كورونا»، وكان النقاش مثمراً، والكل أدلى بدلوه ونحن جلوس في أجواء رائعة ومنظر خلاب.
فذكرت إن (التعلم) أحد مراحل إدارة الأزمات بل المرحلة الأخيرة من وضع الضوابط وبناء الخبرات والاستفادة من الدروس السابقة لضمان مستوى عال من الجاهزية في المستقبل لمنع تكرار الحدث، وإن الأمم الرشيدة هي التي لا تلقي بتجاربها المريرة في سلة النسيان، وإن الاستعداد التام المستمر من أهم عوامل النجاح في إدارة الأزمات من تعزيز قدرات الصد لأي حدث، لأن عناصر الأزمة أو ما يسمى بمثلثها هو «التهديد والمفاجأة ومحدودية الوقت» لا يمكن التغلب عليها والسيطرة إلا من خلال تدريب الأفراد على الوظائف المختلفة، ولهذا يقول جيري سيكيتش «لا تختبر أي إدارة اختبارا جيدا إلا في مواقف الأزمات».
وقد ذكر أستاذنا د.صلاح الديب رئيس المركز العربي للاستشارات وإدارة الأزمات (بأن التعلم أحد أهم النتائج المستفادة من الأزمات، وللتعلم أيضا أهمية على تفادي التعرض لمثل هذه الأزمات مستقبليا، وذلك للعمل بكل الجد والإصرار على سد كل الثغرات التي من شأنها معاودة التعرض لمثل هذه الأزمات مرة أخرى، وللتعلم أيضا أهمية كبيرة جدا، حيث انه يعمل على رفع كفاءة القائمين على إدارة الأزمة ما يؤدي إلى استخدام العناصر المتاحة بأعلى كفاءة وحرفية بما يمكن تجاوز التعرض للأزمات أو تجنب آثارها بأفضل ما يمكن نتيجة للدروس المستفادة من التعامل مع الأزمات السابقة).
إذن: إن التعلم طوق النجاة، فإذا نظرت إلى المشكلة كموجة كبيرة فسيكون من الصعب عليك التعلم من تجربتها، لذا فكك الأزمة إلى عناصر جزئية لتتمكن من دراسة كيفية مواجهة أزمة مماثلة، وضع نصب عينيك حاضرك كي تصحح فيه أخطاء ماضيك وتفيدك في أيامك القادمة «ومن لا يتعلم من الماضي لن يرحمه المستقبل».
ونختم (زاويتنا) بمقولة الأديب والروائي إبراهيم نصر الله: «لا أستطيع أن أقول إن التاريخ يعيد نفسه، بل البشر يعيدون الأخطاء نفسها، لأنني على يقين من أن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي لا يتعلم من أخطائه».. ودمتم ودام الوطن.
[email protected]