يأتي فيلم «Copshop» بشكل أفلام السبعينيات مع أسلوب كوميدي وعنيف، ويستخدم موقعا واحدا فقط لتصوير كل الجنون الدموي فيه، لكنه من ناحية أخرى يقدم قصة تبدو فاترة وعشوائية وليست مجزية كما يجب.
يحتوي «Copshop» على لقطات رائعة وشخصيات غريبة وبعض اللحظات الفريدة، ويمتاز أحيانا بروح الدعابة والإلهام، إلا أنه في كثير من الأحيان يهدر فرصا ذهبية ربما فقط لأنه يسعى لتحدي التقاليد، ونتيجة لذلك فإن الفيلم مفكك ويعيد ابتكار نفسه بشكل مستمر، ويعطي انطباعا أنه يتم اختلاق القصة خطوة خطوة مع سير الأحداث.
الفيلم من إخراج جو كارناهان مخرج «Smokin› Aces»، وشارك بتأليفه أيضا، ويتمتع كارناهان بخبرة كبيرة في الأفلام المليئة بالحماس والفوضى.
وتجري الأحداث في منطقة «غون كريك» بصحراء «نيفادا» المليئة بالغبار، وتقودنا إلى مركز الشرطة المحلي بها، والذي يبدو وكأنه خارج من فيلم «RoboCop» أو ملحمة أخرى ذات مدينة بائسة، لنتعرف على قصة المحتال الهارب تيدي (فرانك غريللو)، والقاتل المحترف فيديك (جيرارد بتلر)، الذي يتعمد أن تلقي الشرطة القبض عليه لغرض في نفسه، وتعلق في منتصف كل ذلك عن غير قصد الشرطية المبتدئة فاليري يونغ (أليكسز لاودر)، وتقدم لاودر أداء ممتعا، لتكون الشخصية الوحيدة التي يشعر المشاهد بالترابط معها، إلا أن العمل بعيد عن التركيز لدرجة أنه لا يستغل وجودها فيه، أو وجود أي من شخصياته الأخرى.
بالطبع شخصية «بوب فيديك» التي يجسدها (جيرارد بتلر) ليس البطل، لكن يحاول الفيلم إعطاءه فرصة لكي لا يكون شريرا حقيقيا لأنه قاتل محترف عقلاني ومنطقي إلى حد ما، ما يجعله أحد أقل الشرور في الفيلم، ولكن حتى حالة البطل الافتراضية هذه لا تنقذ القصة بشكل كاف، أو تجعلها غير مربكة، لكن ينجح «Copshop» في دمج الأكشن والشخصيات سوية بطريقة جيدة بما يكفي لتقديم أحداث عشوائية تحتوي على عنف ونكات مميزة، ولا يتمكن من ذلك إلا في لحظات قليلة.
ويعتبر أداء توبي هاس الحماسي بدور القاتل المحترف الذي يصل الى مركز الشرطة ويتم رميه وسط كل ذلك مثالا جيدا على الطاقة الجنونية والمهووسة بالفيلم، فهاس رائع، وتمكن بمجرد ظهوره من سرقة الأضواء والتي افتقر لها الفيلم تماما في تلك المرحلة.
نعم، هناك أوقات يعتنق فيها «Copsop» غرابة الأطوار التي تمتاز بها الأفلام ذات الميزانية الضعيفة، ومن الممتع مشاهدة تحول الشرطية «لاودر» إلى بطلة أكشن قوية الشكيمة بحلول النهاية، لكن في نهاية المطاف لا يتمكن «Copsop» من الحفاظ على المرح، فهو مليء بأنصاف الحلول مع ابتعاده عن نتائج مرضية أكثر بكثير كانت من الممكن أن تغير كل شيء.