إن تطور التعليم منظومة واسعة لها مداخل عدة، وقد سلط التربويون الضوء على التعليم العام وغفلوا عن التعليم الصناعي، الذي يعد إحدى ركائز ودعائم تقدم المجتمعات.
نظرة جديدة: هنا يكمن دور وزارة التربية ووزارة الإعلام في تغيير النظرة للتعليم الصناعي، فهو لا يقل أهمية عن التعليم العام، كما أنه عماد للإنتاج الصناعي والتجاري والزراعي، فلا يمكن أن ننظر إليه نظرة دونية، بل على العكس يجب علينا أن نقدر الفنيين الذين يسدون العجز في سوق العمل وبسواعدهم تتقدم الأوطان.
دراسات عليا في التعليم الصناعي: إننا في أمس الحاجة للتعليم الصناعي ليس فقط على المستوي الثانوي بل كذلك على المستوي الجامعي، فلابد من فتح الكليات الصناعية التي تمنح درجات البكالوريوس في التخصصات الصناعية المختلفة، وهنا سيجد الطالب متنفسا له لتحقيق طموحاته خاصة إذا أدرك أن مهنة الحرفية ستكون سلاحا له في الأزمات، عندما ينال شهادة البكالوريوس الصناعي، بل يكون له الحق في الدراسات العليا (ماجستير - دكتوراه) ليحمل شهادة الدكتوراه في تخصصه الصناعي.
سوق العمل: إن تسليط الضوء على أهمية التعليم الصناعي سيقلل الضغط على الجامعات والكليات العلمية، وسيجد الطلبة فرصتهم الكافية للتوظيف الحقيقي وسد عجز سوق العمل، خاصة أن خريجي الكليات لا يجدون فرصهم للتوظيف بتخصصاتهم، حيث يتخرج الطالب ويقدم على ديوان الخدمة المدنية، ولا حياة لمن تنادي. ينتظر سنوات وسنوات والحال يزداد سوءا.
آلاف الخريجين في قعر بيوتهم، يتسلمون بدلا للبطالة، ويعيشون عيشة اليأس والإحباط وخيبة الآمال، فقد كابروا وصارعوا واجتهدوا أربع سنين في الجامعة وكان أملهم أن يخرجوا لسوق العمل ويبنوا الوطن، فكان الواقع أليـــما وتبخرت أمنياتهم إلى أوهام.
إن وجود بكالوريوس صناعي سيوفر حاجات سوق العمل، وسيمنح الأمل للشباب في صناعة الأوطان.