تشن السلطات الهندية حملة تهجير لمئات من العائلات المسلمة بمقاطعة آسام شمال شرقي البلاد وبقسوة شديدة تصل إلى الضرب والانتهاكات الجسدية، التي بلغت وحشيتها في انتشار مقطع فيديو يظهر مدنيا رافضا للإخلاء يشتبك مع أفراد من الشرطة فيردونه أرضا وسط إطلاق وابل من الرصاص ثم ينزلون على جسده بالهراوات!
وتاريخ الجماعات الدينية الهندية المتطرفة تشهد عليه حملات مذابح ضد المسلمين المسالمين، والاعتداء على ممتلكاتهم، وانتهاك حرماتهم ومقدساتهم، وكل ذلك يجري تحت مرأى ومسمع الحكومة الهندية دون أن تتحرك بجدية لردعهم!
وللأسف مما يجرئ هذه العدوانية الشرسة في الهند ودول أخرى تضطهد مواطنيها المتمسكين بدينهم الإسلامي وأحكامه الشرعية، تخاذل كثير من الدول، التي لا تحرك ساكنا - ولو على أضعف الإيمان - لإبداء الاستنكار والاحتجاج، والتهديد بتجميد المصالح الهندية وما أكثرها في بلاد المسلمين، الذين انشغلوا بأمورهم الداخلية، والدفاع المستميت عن التطبيع الإسرائيلي المذل، وغفلوا عن مسؤولياتهم تجاه إخوانهم في الدين والإنسانية، والدنيا دوارة.
ومما يؤلم القلب، ويثير اللوعة والشجى، أن تتزامن هذه الأخبار الموجعة مع ذكرى وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في 28 صفر 11 هجري (كما هو عند مدرسة أهل البيت عليهم السلام)، والذي أوصى أمته بقوله: «من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس منهم، ومن سمع رجلا ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم»!
[email protected]