إن كنت تمتلك علاقات اجتماعية منتظمة، علاقات تجمعك بنفس مؤمنة، وتحمل أخلاقا حميدة راقية، كن على يقين بأنها وحدها التي ستغنيك عن الحياة بما فيها، وستعينك على حزنها ومشاكلها، وتخفف عليك من وطأتها، ذلك ومن خلال أولئك الأشخاص الذين اعتادوا أن يحتووك وقت ضيقك وأحزانك، ويسعدوا في المقابل لفرحتك ونجاحاتك، في زمن صار من الصعب فيه تفسير كل شيء، زمن وكأنه سخر للأسف للماديات والمظاهر البراقة فقط، كما صار يصعب عليك التعايش بسهولة معه، وتكوين علاقات طاهرة لا تشوبها المصالح بجميع أنواعها وأشكالها، فهنا تأكد بأنك من القلة المحظوظين، الذين لن ولم يقعوا يوما ما، ضحية الزيف والخداع، زائد تلك الوعود والكلمات الكاذبة، هذا وبخلاف انك من خلالها ستربح راحتك النفسية وستكسب سعادتك.
بعكس تلك العلاقات المبنية على شروط معينة، تتقرب لك إحداهن لشرط معين فيك، كشهرة، اسم، منصب، غنى ومال،....إلخ، فاعلم أن تلك العلاقة، تندرج من ضمن العلاقات السامة، والتي يتوجب عليك الحذر منها، والابتعاد عنها.
أما هناك علاقات غريبة وأصحابها أغرب، أصحاب ذو تعامل هابط، تعامل يحرجك وفي الوقت ذاته يجرحك، تعامل سرعان ما يختلف وبشكل ملحوظ أمام المحيطين بكم، فإن كنت لوحدك معهم، تجدهم يعاملونك بكل لطف وحب واحترام، ما يجعلك وبحسن نية تفتح قلبك دون تردد لهم، وحين تكون انت وهم محاطون بأشخاص آخرين، يتغير هذا التعامل أمامهم معك، وفجأة تجدهم يبتعدون ويصدون عنك، يتركونك وكأنهم لن يعرفوك، وتراهم أيضا يخالفونك بالعمد أمامهم، وفي أمور ونقاشات للأسف دائما ما كانوا على اتفاق عليها معك، مستخفين بك، مذلين لك، يحاولون تصغير حجمك، ملقين عليك بعضا من تلك المواقف المحرجة التي حصلت لك، ذلك بغرض إضحاكهم عليك، ويتهكمون على كل ما يتعلق بك، وقد يصل بهم الأمر أحيانا للتقليل من حجم فكرك، ليظهروا بذكائهم الغبي! محاسن فكرهم، أو شيئا من إنجازاتهم هذا وان وجدت! ذلك فقط ليوضحوا الفرق بينهم وبينك، ليكونوا هم الأفضل في أعين الحاضرين لا اكثر! فهنا تيقن من أن تلك لا تعتبر علاقة صادقة على الإطلاق، وما عليك سوى إنهائها، وكن واثقا بأنه لا فرق بينها وبين علاقات الحقد، الضغينة والبغضاء، والتي دائما ما تشهد توترا محتدما وخلافات متكررة، ذلك بسبب مزاجهم الجارح.
وإياك أن تجعلهم يحاولون تغيير نظرتك للأشياء التي تتعلق بشخصيتك، أو حتى تشكك بها بسبب تأثيرهم عليك! وكن دائما مسيطرا بفرض نفسك وآرائك وصحة أفكارك التي تؤمن بقناعة تامة بها.
وتأكد أنهم يتعمدون تضليلك، ليجعلوك توقن بأن الخلل بك وليس بهم، ولا تستبعد أبدا أن قد يصل الحال في البعض منهم، بتشويه صورتك وتحريض محيطك وبيئتك عليك، مستعطفينهم بأكاذيبهم وافتراءاتهم التي لا أساس لها، هذا فقط لنيل سند لهم يقف معهم ضدك! لذلك إن أردت صيانة نفسك، فلا تمنحها لأصحاب العلاقات المبهمة، الخالية من الملامح ولا عنوان لها! فإن لم تكن علاقاتنا مع الأشخاص الذين نريدهم معنا، علاقة مد وعطاء، متزنة مبنية على التفاهم رغم اختلاف وجهات النظر والآراء، فتأكد أنه لا فائدة من الحفاظ عليها! فمثل هذه العلاقات ستتعبك نفسيا وجسديا وفكريا، ولن تجني منها سوى الرماد، لذلك حاول أن تختار الذين يسعون بأن يحافظوا على شعرة معاوية حتى لا تقطع معك.
يقال: سيأتي وقت تكون به الأموال بلا قيمة، والنجاح بلا قيمة، الأسماء والمناصب بلا قيمة، وستبقى المودة والحب هما قيمة كل زمان، فأحسنوا الاختيار في علاقاتكم من أجل يوم كهذا!