من خلال مقابلته التلفزيونية (العدالة atv) لخص بألم الأستاذ الكبير محمد السنعوسي الواقع الفاسد الذي يخنق كل طموح كويتي يريد أن ينهض بمشروع تنموي، وإذا كان السنعوسي بهذا الحجم من المواقع التي شغلها باقتدار من أيام الستينيات، من بناء تلفزيون الكويت ودورات مجلس التخطيط ووزيرا للإعلام، وقربه من الإدارة السياسية العليا وصناع القرار، وبمشاريعه السياحية الإبداعية، وعضوا في عشرات اللجان، يلقى هكذا من الجحود، وتعرض إلى إهانات شخصية - لا تتناسب مع شيخوخته - داخل مجلس الأمة تحت عنوان المساءلة، والطعن في ذمته حتى كادت تقيد حريته، فماذا عسى أن يفعله المواطن العادي المتأذي من الإدارة الحكومية؟!
أوصل السنعوسي مباشرة وبشجاعة إلى صناع القرار وأشار لهم إلى وقائع ومواقع الفساد المالي والإداري، فما وجد من بعضهم إلا الإقرار والتسليم تحت الدعوة إلى «عطهم وخلص شغلهم».
وهو أمر ليس جديدا ولا مفاجئا، فالجميع مر بهذه التجارب البائسة، وهي مطروحة تكرارا ومرارا في قاعة عبدالله السالم، وأشار إليها الكتاب الصحافيون والسياسيون، ولكن السنعوسي بمهارته الفنية استطاع أن ينقل ذلك بآهات الألم والوجع الذي يؤرق المواطنين وخاصة الشباب الطموح، لعلها تحرك الكويت نحو الأفضل.
[email protected]