عقولنا كبشر ما هي إلا نسيج من الأفكار التي تعبر عن حقيقة صاحبها بشكل كبير، لكن هناك عقولا سليمة، ولكنها مقفلة، والغبار يحيط بها من الجوانب كافة، خاوية جوفاء، تعطلت بسب تلك الرواسب التي طال عليها الزمن فتحجرت، أشجار خاوية لا تثمر. ويبقى التفكير عند هذه العقول هو لمجرد التفكير فقط، ما يبرز انعدام النتيجة الفعالة ذات القيمة الإضافية.
في كل يوم تعلمنا الحياة درسا جديدا ندرك من خلال تعاملنا مع تفاصيله بأن الأقوال التي تمر بنا ونقرأها على أنها خلاصة تجارب الآخرين ما هي إلا مفاتيح تفتح العقول نحو الحقيقة، وأحيانا أداة تنبيه تجعلنا نستوعب ما يحدث حولنا، وأحيانا ضوء ينير أبصارنا لكثير من الأمور التي قد لا ننتبه لها او نقدرها.
اليوم هناك الكثير من العقول الجوفاء الفارغة، وهذا النوع من العقول يصعب التعامل معها، فهي لا تدرك ما يدور من حولها فعلينا تجاوزها، والابتعاد عنها، وأن أصبحنا في موقف للحديث معها فلا نحاورها.
عقلية الإنسان الضيقة هي نتاج ذاتي بقدر ما هو تراكم مجتمعي مكتسب بينما العكس صحيح نرى في مقابل ذلك أن العقلية التي يمتلكها من ينتمي إلى العالم المتقدم غير المقيدة ولها مجال واسع جدا من الحرية، لأنها تجد نفسها في وسط مجتمع واع مشجع للتغيير الإيجابي والابتكار.
وهذا هو الفارق بين بيئة حاضنة للنهوض والازدهار وبين بيئة يسودها العقم الفكري والجمود الإبداعي!!
العقول العقيمة بصفة خاصة تفتقد القدرة على إنتاج الأفكار الإبداعية، وتوليد الأفكار الجديدة، نظرا لكون اهتماماتها محدودة جدا، ولأن انشغالاتها لا ترقى لمستوى الأخذ بالجدية والحرص على تقديم الفائدة والنفع.
العقل لا يحد بالمكان والزمان، فقط كل ما نحتاجه أن نحسن عملية التفكير الإبداعي عند الناس، وأن نرسخ مسألة الحوار الفكري الجاد والنقد الهادف، وأن تكون لدينا مساحة واسعة لحرية الرأي وحرية النقد، وأن نجعل مسألة الشفافية والمكاشفة والمساءلة.. ثقافة عامة في المجتمع، أي أن تكون لدينا إرادة قوية لا تعرف المستحيل، وعقول لديها أعلى مراتب المهارات اللازمة للتطور أخذا بفريضة التفكير.
العقليات التي لم تعيق المشاريع والطموحات فقط، بل أعاقت وطنا من حركة التنمية، وحرمته من التقدم والازدهار، لأنها عقليات تبحث عن إعاقة كل فكرة، وإجهاض كل مشروع، وعرقلة كل طموح، وعششت في كل مفاصل الوطن حتى أثقلت كاهل البشر والوطن عقليات جامدة، متخلفة لا تريد أن ترى التطوير، فالقضية لم تكن كما يقول البعض متعلقة بجيل قديم وآخر حديث، فكم من الحديث والشاب من يتسم بعقليات جامدة، معطلة لأي تنمية وتطوير مهزومة لا تعرف التحدي.
لا حل إلا بالتخلص من العقليات المعطلة العقيمة بتغيير ثقافتها، وإعادة تشكيل مفاهيمها المغلوطة، إن كانت هناك إرادة لتغيير ثقافة العقول المعطلة التي ليس لها من موضع في عصر الذكاء الاصطناعي، وسرعة تقدم الأوطان، إلا إن كانت لتوقف الأوطان عن حركتها في مسار الحضارة ومحاكاة المستقبل والتنمية المستدامة.
ولا العوض بسلامتكم!
عز الكلام: إذا أردنا الإصلاح فعلينا أن نصلح، إذا أردنا التفكير فعلينا أن نفكر، إذا أردنا الخروج فعلينا أن نخرج، يجب علينا الكف عن الكلام والتوجه نحو الفعل مباشرة.
[email protected]
Nesaimallewan