قالت خبيرة علم الحشرات والأستاذ المساعد بقسم العلوم في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي د.جنان الحربي، إنه مع بداية العام الدراسي والرجوع إلى المدارس والحضانات يشعر غالبية الأهالي بالارتياح لكن الكثير منهم يغفلون عن أمر مهم يحتاج إلى توعية متكررة وهو انتشار القمل والنظافة الشخصية.
وأضافت د.الحربي: قمل الرأس هي حشرات صغيرة متطفلة تعيش في الشعر وتتغذى عن طريق امتصاص الدم من فروة الرأس. تضع الأنثى البيض الذي يعرف بالصئبان (الصيبان) بالقرب من منابت الشعر خاصة في الأماكن الدافئة لاحتضان بيضها.
وأوضحت أن الصئبان لونه أبيض تلصقه أنثى القمل بمادة صمغية يصعب على الإنسان التخلص منه بسهولة. وبعدما يفقس البيض تخرج اليرقات لتتغذى على دهون الفروة، وأيضا تقوم بامتصاص الدم تاركة قشرات البيض الفارغة ملتصقة بالشعر. وتابعت: لا يمكن لقمل الرأس الطيران أو القفز أو السباحة لكنها تنتشر عن طريق التسلق من رأس إلى رأس بسبب الاتصال والتقارب الجسدي. وتفضل القملة البالغة شعر الطفل في عمر 4 إلى 11 سنة، وحتى الشعر النظيف لا ينجو منه. وبينت د.الحربي أن الأطفال معرضون للإصابة بالقمل بنسبة أكبر من الشخص البالغ بسبب حركتهم الكثيرة وتقاربهم مع زملائهم في المدرسة، خاصة عند تبادل الأدوات المكتبية وفرشاة الشعر أوالكراسي أو حتى أثناء التقارب عند استخدام الآيباد أو تصوير السيلفي. ويشكل أيضا تبادل القبعات وسماعات الرأس أو تعليق السترات بالقرب من بعضها البعض في الحضانات خطرا كبيرا.
وفحص شعر الطفل هو من مسؤولية الأمهات خاصة عندما تلاحظ أن طفلها يعاني من حكة مستمرة في الرأس بسبب حركة الحشرة أو نتيجة لخدشها فروة الرأس، فبإمكان الأم اكتشاف تواجد القمل عن طريق تمشيط الشعر الرطب بشكل جيد بواسطة مشط الأسنان الدقيقة. وهناك علامات أخرى قد تدل على وجود الإصابة بالقمل مثل ظهور طفح جلدي على الرقبة عند نهاية الشعر من الخلف أو على منابت الشعر أعلى الجبهة أوخلف الأذنين، وذلك بسبب تراكم فضلات هذه الحشرة. وقالت: للعلم، الإصابة الشديدة بالقمل ممكن أن تتسبب في التوعك والضعف العام، حيث أثبتت الدراسات أنها يمكن أن تؤدي إلى الأنيميا وأيضا الى مرض التيفوس الخطير. وتعتبر بعض العاملات مصدرا للقمل، فيجب فحص شعرهن من قبل المراكز الصحية أو من ربة المنزل للتأكد من خلوه من هذه الحشرة قبل البدء في أعمال المنزل.
وللتعامل مع عدوى قمل الرأس يجب القيام بالتمشيط الرطب أو استخدام الخل أو الزيوت العطرية مع وضع كاب بلاستيكي أو استخدام مستحضرات تحتوى على مبيدات للقمل ولكن بحذر. وأيا كان الخيار، فمن المهم أن ندرك أن أي علاج لن يحمي من العدوى المتكررة إذا كان هناك في الفصل طفل واحد مصاب بالعدوى.