ما ان أعلنت وزارة الدفاع عن فتح باب القبول للمرأة الالتحاق بالجيش حتى خرجت فئة اعتادت على الاعتراض لأي خطوة للدولة، لتعترض أيضا على إتاحة الفرصة أمام المرأة للمشاركة في الجيش استكمالا لدورها في مختلف الأعمال ومنها العمل بالجيش.. وعلل هذا البعض رأيه بأن المرأة ليس مكانها الجيش وأن الوظيفة فيه لا تناسبها، رغم أن هناك في وزارة الداخلية نساء عاملات في السلك الشرطي واستطعن إثبات قدراتهن وجدارتهن في العمل العسكري بأقسام الشرطة، وأعتقد أن الكل شاهد تفوق النساء في العمل بمراكز الشرطة خلال أزمة تفشي وباء كورونا، كما أن العمل في الشرطة لا يختلف كثيرا عن العمل في الجيش، ولا عن الإعلام، فهناك سيدات يعملن في مختلف أجهزة الإعلام، الإذاعة والتلفزيون.
وتعمل المرأة أيضا في وزارة الصحة وفي مختلف الجهات الحكومية، ومنها وزارة التربية ووزارة التعليم، فهناك مدرسات في مدارسنا وفي الجامعات ولو حاولنا استعراض المواقع التي تعمل بها المرأة لوجدنا أنها تعمل في كل المؤسسات الحكومية والخاصة حيث تعمل المرأة في البنوك والشركات، إذن فلماذا يعترض هؤلاء البعض على أن تلتحق المرأة بالجيش فهي لا تختلف عن العاملات في مهن الشرطة؟ وبالتالي ليست هناك أي تشريعات تتعارض مع عمل المرأة في الجيش.
وأود هنا أن أحيي الوزير الشاب وزير الدفاع الشيخ حمد جابر العلي على شجاعته لإتاحة فرصة العمل للمرأة بالجيش ولم يتراجع عن قراره، لا شك أن الوزير أثبت شجاعة وعدم الرضوخ لهذه الفئات التي اعتادت الاعتراض وحاولت ربط موقفها بالشريعة رغم عدم صحة اعتقاداتهم، لو حاولنا عرض المعارك في عهد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فسنجد أن المرأة المسلمة شاركت في الكثير من الحروب التي خاضتها جيوش المسلمين، ومن يتأمل صفحات تاريخنا الإسلامي يجد أن المرأة المؤمنة قد شاركت خلال مراحل النضال في معارك مختلفة مشاركة إيجابية واننا لنراها في كل معركة تقف بنفسها على تفقد الجرحى ومداواتهم بنفسها وتعايشها في مشاكلهم حتى لكأنها أم المجاهدين، لقد كانت عنصرا إيجابيا نشطا قادرا على المشاركة في تحمل المسؤوليات فأدت واجبها في ميادين النضال والكفاح على أكمل وجه.
ولا شك في أننا ما زلنا نذكر دور نسيبة بنت كعب الأنصارية أم عمارة وأم حبيبة بنت العاص وأم حزام بنت ملحان.. فهناك الكثير من النساء المؤمنات اللاتي شاركن مع الرجال في نضالهم للدفاع عن راية الإسلام، وتحية للمناضلات الأوليات، وتمنياتنا بالتوفيق للمرأة الكويتية التي لم تتخلف عن مشاركة الرجال في الجيش لتساند في معارك الدفاع عن وطننا الغالي.
من أقوال المغفور له بإذن الله سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه: «ستبقون أهلا لنا وإخوة لنا وأولادا لنا والله يحفظكم من كل مكروه». والله الموفق.