إن الدعوة الأخيرة للحوار الوطني التي جرت في بلدي مؤخرا تجعلنا نقف لها احتراما وتقديرا لا محدودين، فهي دعوة فريدة من نوعها للحوار الوطني بين أبناء الوطن الواحد، وهي دعوة تمهد لمرحلة جديدة من عمر البلاد ومسيرتها المتواصلة، فالدعوة كانت بدايتها شمول صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله، لأبنائه المتواجدين في الخارج منذ فترة طويلة.
ولا شك أن لمبادرة الحوار الوطني قيمة تاريخية كبيرة وتندرج تحت أهم إنجازات سموه وتضاف الى رصيده تجاه هذا الوطن المعطاء، ويدعمه في هذا التوجه سمو ولي العهد الأمين الشيخ مشعل الأحمد، الذي لطالما كان داعما لأي فكرة أو توجه يخدم مصلحة البلاد بالدرجة الأساسية.. وإن كان العمل على إنجاح هذه المبادرة الطيبة والكريمة من قادة هذا الوطن أمرا محببا، فإن جهودا أخرى تصب في نفس هذا التوجه تتحقق على يد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، الذي كان محركا لتقديم هذه المبادرة الى الوجود وتحقيق لم الشمل لأبناء الكويت ومن خلال المشاركة في الحوار الوطني الذي نسأل الله عز وجل أن يسهم بشكل كبير في رأب الصدع الداخلي وتقريب النوايا الطيبة للجميع. فالرئيس الغانم الذي لم يدخر جهدا في تغليب المصلحة الداخلية والعمل عليها بكل ما أوتي من قوة سيكون له الأثر البالغ في هذا الحوار الوطني لأن البلاد بأمس الحاجة إليه خصوصا في ظل الظروف الإقليمية في الشرق الأوسط ومتغيراتها اليومية.
ويضاف الى ذلك جهود سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد المتواصلة على مدار الساعة للسعي نحو غاية نبيلة لجمع اخوة الوطن الواحد تحت مظلة واحدة يضمها الوطن الواحد وبما يسهم في ترميم اللحمة الوطنية، فأبناء هذا الوطن وشيوخه جبلوا على عادات ومسيرة الآباء والأجداد منذ نشوء هذا الوطن، وهم على العهد باقون لمواصلة مسيرتهم الخيرة، وهم يتمتعون بحس المسؤولية والرؤية والعلاقة الأخوية بين الحاكم وأبناء الوطن والتي لم تكن يوما علاقة بين حاكم ومحكوم.. أبدا فهي علاقة أب مع أبنائه، وعلاقة إخوة أشقاء في الوطن والبيت الواحد، ولايمنع هذا وجود بعض الخلاف في الرؤية فالخلاف لا يفسد للود قضية أبدا، بل العكس تماما من ذلك، ففي كثير من الأحيان يكون الخلاف في مصلحة البلاد، حيث إنه يلقي الضوء على أمور يجب تداركها في المستقبل بإذن الله.
ونقول إن الدعوة للحوار الوطني التي صاغها أولي الأمر في البلاد وقادته هي دعوة، ولا شك جاءت في الوقت المناسب جدا، وذلك بالنظر لما تمر به المنطقة والعالم أجمع.
بوركت كل الجهود لجمع أبناء الوطن الواحد تحت مظلة حوار وطني أخوي سيكتب له النجاح بإذن الله للتوفيق بين الأشقاء، وتحقيق ما فيه مصلحة للبلاد والعباد.
والله الموفق.
[email protected]