في زمننا هذا.. يطلق بعض الناس على أنفسهم بأنهم «شعراء محنكون»، لكنهم يكتبون أشعارا ركيكة ويرددونها في الفيديوهات وحولهم معجبون بالآلاف..
ولكن ليس لإعجابهم بما يقولون ولجمال شعرهم.. ولكن كما قال الله عن ذم أكثر الناس بأنهم: (لا يعلمون) (يجهلون)، وقد ذم الله سبحانه صفات الشعراء فقال عنهم: (والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون مالا يفعلون) فغالبيتهم يشتمل شعرهم على الهجاء الخبيث والمجون وعلى المدح الكاذب، وغالب الشعر مذموم كما يقولون: أعذبه أكذبه..
يقلبون الحق باطلا والباطل حقا، وأنهم يقولون ما لا يفعلون فهم يحثون على الكرم والشجاعة وغالبهم جبناء وبخلاء..
ثم استثنى الله أهل الإيمان والصدق، فقال: (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا).
الشعراء الذين استعملوا شعرهم لنصرة الحق والرد على المفترين كحسان بن ثابت وكعب بن مالك، ومن الشعراء في عصرنا هذا الذين أفتخر بوجودهم وأعتز بهم فيلسوف الشعراء «سعد علوش» فشعره وكلامه خليط من الفلسفة والعمق والعلم والــفهم، وإذا استمعت له تزداد فهما وفكرا وعلما وأحيانا ترجع لتصحيح أخطاء قد غفلت عنها..
فليس أكرم للإنسان «أن يساوي بين موهبته وخوف وتقواه من الله»..
فتكون هذه الموهبة نفعا وقربة وخيرا له، وما زاد إعجابي بهذا الرجل أنه لم ينسلخ بأفعال مشينة مثل بعض الجهلاء ممن سقطوا من مكانتهم بأفعال سيئة، خصوصا بظهور مواقع التواصل الاجتماعي وكما قيل «حب الظهور قسمت الظهور»، فهو الغائب الحاضر الذي يكون وجوده له قيمة.. وليس لـ «هرج ومرج وكسب مشاهدات زائفة» إرث الإنسان ما يورثه في هذه الدنيا من خير أو شر، فإما يكون ليست له قيمة كأشخاص كثيرين مروا مرور الكرام، وإما أن تكون له بصمة خير يتركها لأجيال.
[email protected]
Y_Alotaibii@