دعا القائد الأعلى لطالبان الملا هبة الله أخوند زاده مسؤولي الحركة إلى ملاحقة الخصوم المتسللين إلى صفوف الحركة و«القضاء عليهم»، بعد سلسلة هجمات دامية استهدفتها.
وقال الملا اخوند زاده، في بيان نادر، إنه يجب على قادة الحركة «التحقق من صفوفهم والتأكد من عدم وجود كيانات غير معروفة تعمل ضد رغبة الحكومة والقضاء عليها في أسرع وقت ممكن».
وأكد أخوند زاده، في البيان الذي نشرته عدة حسابات تابعة لطالبان على تويتر امس، أنه في حال حدوث أمر سيئ فإن الأمر يقع على المسؤولين «لأنه مسؤول ومعاقب في الدنيا وفي الآخرة».
وبحسب القائد الأعلى للحركة، يجب على كل قياديي وحدات طالبان تخصيص وقت للجلوس مع مجنديهم «لمحاولة العمل على سلوكهم وتصرفاتهم ليعمل المجاهدون بشكل أفضل»، مؤكدا انه «يجب عدم معاملة أي مقاتل بقسوة أو عنف».
وتعوق سلسلة اعتداءات دامية ينفذها عناصر في تنظيم «داعش ـ ولاية خراسان» في أفغانستان مساعي طالبان لإعادة إرساء الاستقرار في البلاد.
على صعيد آخر، أكدت وزارة الدفاع الأميركية (الپنتاغون) أن الضربة الجوية التي أدت إلى مقتل عشرة مدنيين أفغان بينهم سبعة أطفال في كابول في 29 أغسطس الماضي كانت خطأ مفجعا لكنها لم تشكل انتهاكا لقوانين الحرب.
وبعد تحقيق داخلي في الغارة، قال المفتش العام لـ«الپنتاغون» الجنرال سامي سعيد إن «التحقيق لم يكشف عن وجود أي انتهاك للقانون بما في ذلك قانون الحرب».
وأضاف أن «أخطاء في التنفيذ إلى جانب الميل إلى تأكيد قناعات شخصية وانقطاع الاتصالات مرات عدة أدت إلى خسائر مؤسفة في صفوف المدنيين».
وتابع «كان خطأ غير متعمد (..) لم يكن سلوكا جرميا أو عملا متهورا أو إهمالا»، مؤكدا انه لا يمكن تحميل مسؤولية الإخفاق لأي شخص.
وقال سعيد في تقريره إن الأشخاص الذي شاركوا بشكل مباشر بالضربة «اعتقدوا حينذاك أنهم يستهدفون تهديدا وشيكا» بعد ثلاثة ايام على اعتداء نفذه الفرع المحلي لتنظيم داعش وأسفر عن مقتل 13 عسكريا أميركيا ونحو مائة أفغاني بالقرب من مطار كابول.
وأوضح أن الجيش الأميركي كانت لديه معلومات عن هجوم وشيك لتنظيم «داعش ـ ولاية خراسان»، وبالتحديد عن سيارة تويوتا كورولا بيضاء تحوي متفجرات من النوع الذي استخدم قبل ثلاثة أيام. لكن العسكريين الأميركيين لاحقوا السيارة الخطأ.
وفي وقت سابق، قدم وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن «تعازيه الحارة» للعائلة و«اعتذاراته» عن هذا الخطأ، بينما أعلنت «الپنتاغون» أن أفراد العائلة الذين نجوا من الضربة سيحصلون على تعويضات.