الكويت هي أرض رغم قساوة طبيعتها لكننا نشعر نحن الكويتيين بأنها مباركة من رب كريم، رزقها برزق لا حول لنا به ولا قوة، رزقنا ربنا كما رزق السيدة هاجر أم نبي الله إسماعيل عليه السلام برزق ينبع من تحت الأرض، فكان رزق الله لنا نفطا هو محرك وعماد كل صناعات الدنيا، وبسببه جعل أفئدة من الناس تهوي إلينا، ورزقنا من الثمرات ما لا تحصى، مقابل أن نقيم الصلاة ونحمد الله ونشكره، على نعمه وفضله، (بلدة طيبة ورب غفور). هذا رزق الله لنا ككويتيين.
أرض خير وبركة اسمها الكويت ماذا تريد منا؟ تريد أن نصون ترابها، ونحفظ أبناءها، وننمي خيراتها، ونحرص على أمنها واستقرارها، ونعلي شأنها، ونبعد الشر والأذى عن حدودها، تريد منا كذلك أن نعرف ونقدر النعمة والرفاهية التي نحن نرفل بها، تريد منا أن نزن عقولنا ونقارن ما نحن فيه (ونحن بحضنها) بكل دول العالم، خصوصا الدول القريبة منا والتي تملك أكثر مما نملك من خيرات، انظروا إلى شعوبهم الذين لعبت بهم أفكار السوء، وفتن الشياطين، فطغوا، وكفروا بالنعمة التي قدرها الله لهم، فاعتقدوا أنهم سيحصلون أكثر مما قسم الله لهم، فذاقوا وبال كفرهم بالنعمة، واليوم يتحسرون على ماضيهم، ويتمنون ولو الأقل منه، إنه درس لنا، إننا بنعمة ما بعدها نعمة، فحافظوا عليها، وعضو عليها بأسنانكم، ولا تستمعوا إلى من يريد أن يغتصب هذه النعمة ويزلزل أركانها.
إن للشر مندوبا هو إبليس البشر يغوي ويغري ويلعب بعقول قلة قليلة جدا من الكويتيين فيزرع بهم الشر والدمار والكفر بالنعمة، هناك جيوش من الحساد والحاقدين، لن يتركونا بحالنا، فيا أهل الكويت حصنوا أنفسكم وأولادكم من الفتن وأفكار الشر مثلما تحصنتم من جائحة كورونا، احذروا مهما أغرتكم ووسوست لكم أنفسكم فلن تحصلوا على أفضل مما أنتم به الآن، والمثل الشعبي يقول: «من طمع بعافية فوق عافيته زاده الله مرض» ولنعلم ان الكمال لله، وان كمال النعمة في الجنة، فإن كانت حياتنا بالكويت بها بعض النواقص، فلنتذكر أننا بالدنيا ومهما سعينا فلن نحصل إلا على ما كتبه الله لنا، ولا نصدق شيطان البشر بأن هناك كويتيا أفضل من كويتي، ولا كويتيا أكثر أصولية من كويتي، هذه أفكار إبليس، فلكل منا عيوب ونواقص، وكلنا أبناء أمنا الكويت، فاحفظوها تحفظكم. اللهم احفظ لنا الكويت، واحفظنا لها، وسخر لها من يحفظها، وأبعد عنا الفتن والدسائس، فأنت خير حافظ سبحانك.
[email protected]
