حامد العمران
اختتم الخميس الماضي القسم الأول من الدوري الممتاز لكرة اليد، وكالعادة تربع فريق الكويت على القمة، مغردا خارج السرب محققا العلامة الكاملة برصيد 14 نقطة، مبتعدا بفارق 5 نقاط عن الوصيف السالمية صاحب الـ 9 نقاط، فيما تشاركت 3 فرق بالمركز الثالث هي القادسية وكاظمة وبرقان برصيد 8 نقاط، واحتل الفحيحيل المركز السادس برصيد 5 نقاط وخلفه العربي بأربع نقاط، فيما يقبع القرين وحيدا في المركز الأخير دون رصيد من النقاط.
ويعتبر نظام الدوري الممتاز جديدا هذا الموسم حيث تلعب الفرق ثلاثة أقسام ويهبط تلقائيا صاحبا الترتيب السابع والثامن الى دوري الدرجة الأولى ويصعد بدلا منهما صاحبا المركزين الأول والثاني بالدرجة الأولى، وسمحت اللوائح في الموسم الحالي بمشــــاركـــة محتــــرفيــن اثنين مــع كل فريق وهذا مــا اعطى قــوة وحماسا للدوري الذي أطلق عليه بعض محبي اللعبة دوري المحترفين.
تجربة المحترفين
وإذا عرجنا بالحديث عن الناحية الفنية للقسم الأول فلابد ان نقف عند المحترفين كونها التجربة الأولى بعد غيابهم ما يقارب خمسين سنة «يعني بالعامية ايام الصور الأبيض والأسود»، لذلك كانت الجماهير والنقاد ومعهم محبو وأسرة اللعبة كلهم شغف لرؤية التجربة والحكم عليها. ومن خلال ما شاهدناه في 28 مباراة هي عدد مباريات القسم الاول لاحظنا ارتفاع المستوى وتقارب النتائج في اغلب المباريات وتبادل الفوز بين الفرق، وهذا ما أعطى اثارة للمباريات وجعل الاستمتاع العنوان الرئيسي للقسم الأول.
وكانت لعبة الكراسي الموسيقية حاضرة وتبادلت الفرق المراكز خلال الجولات الماضية وحتى بعد اتضاح المستوى الفني عند الفرق من الصعب تحديد نتائج المباريات في المرحلة المقبلة، وإذا اردنا ان نقيم مستوى المحترفين سنجد ان هناك تفاوتا في المستوى، ويعتبر اختيار الكويت لمحترفيه الأفضل بوجود الكوبي فرانديز والقطري من اصل كوبي فرانكيس.
ونجحت فرق السالمية والقادسية وبرقان وكاظمة والفحيحيل، في جلب محترفين استطاعوا ان يشكلوا اضافة للفريق عكس العربي والقرين، فالأخضر لم يوفق في تعاقده مع الاوكراني يفنيهن، فيما كان الايراني سجاد استكي افضل، لكن منظومة الاخضر التكتيكية لم تخدمه، أما القرين فلم يوفق لاعبه التونسي محمد الجيلاني في الظهور بمستوى جيد، فيما كان البوسني نفين افضل لكنه ليس باللاعب المميز.
ومن خلال ما شاهدناه نستطيع ان نجزم ان المحترفين البحرينيين هم الاقرب والأكثر تفاهما مع اللاعبين المحليين بعد ان قدموا مستوى مميزا، وكانوا علامة فارقة مع فرقهم، وهم: علي عبدالقادر (كاظمة)، علي ميرزا (برقان)، محمد حبيب، أحمد المقابي (القادسية) وقد يفتح الرباعي البحريني ابواب الاحتراف لزملائهم الموسم المقبل، وتتجه الفرق الكويتية للتعاقد مع لاعبين بحرينيين بعد نجاحهم في الملاعب المحلية.
وإذا أردنا ان نعدد فوائد وجود اللاعب المحترف فمن اهم النقاط: ان الدوري الكويتي بات مشاهدا بصورة أكبر في الخارج ولمسنا ذلك من خلال التغريدات في «تويتر» والرسائل التي ترسل للاستديو التحليلي، وكانت من البحرين وقطر والسعودية وتونس، وهذا التواصل يحدث للمرة الأولى علي مستوى جميع الالعاب التي تنقل تلفزيونيا مما يدل على ارتفاع نسبة المشاهدة وكذلك ارتفاع المستوى الفني.
ضحايا الموسم
في كل موسم لابد ان يكون هناك ضحايا، وهذا الموسم شهدنا المدير الفني لكاظمة المصري مروان رجب الذي لم يوفق مع الفريق ولم يتمكن من الاستفادة من امكانيات لاعبيه الذين يعتبرون الأبرز بعد لاعبي الابيض، الا ان ضعف قراءته للمباريات جعلت البرتقالي كالحمل الوديع ليتم الاستغناء عنه وتولى المهمة بعده المدرب الوطني خالد غلوم الذي جعل البرتقالي يعود مجددا للواجهة.
فيما كان الضحية الثانية مدرب القرين المونتنيغري رانكو الذي لم ينجح في تحقيق أي نتيجة ايجابية خلال اربع مباريات لتتم تنحيته والاستعانة بمدرب تحت 19 سنة الجزائري عاشور حسني. أما الضحية الثالثة فهو محترف العربي الأوكراني يفنيهن الذي كانت إمكانياته متواضعة جدا، وقد يكون هناك ضحايا جدد خلال الجولات المقبلة خاصة مع اقتراب فترة التسجيل الشتوي، ويعتبر مدرب العربي الكرواتي نيناد الاقرب للإقالة وستحدد مباريات الأخضر المقبلة أمام الفحيحيل مصيره بشكل كبير وفي حال خسارة العربي سيكون قريب جدا من الهبوط الي دوري الدرجة الأولى، وهذا سيكون الحدث الأكبر في الموسم الرياضي بان يسقط صاحب 10 بطولات للدوري وأحد معاقل كرة اليد.
ويمكن تقييم الناحية الفنية للدوري بأنها فوق المتوسط، لكنه أفضل بكثير من المواسم السابقة ولمسنا ذلك من خلال ارتفاع المستوى الفني عند بعض اللاعبين وكذلك وضوح الجانب التكتيكي عند بعض المدربين، ومنهم من لعب وفق امكانيات لاعبيه سواء دفاعيا أو هجوميا.
ومن أبرز المدربين الوطني هيثم الرشيدي (الكويت) الذي يجيد قراءة المباريات، والجزائري سعيد حجازي (برقان)، والسعودي فاضل السعيد (السالمية)، والصربي ماركو فيتش (الفحيحيل)، وهؤلاء كانت بصمتهم واضحة على فرقهم.
نقلة نوعية
صاحبت الجانب الإعلامي للدوري نقلة نوعية سواء من ناحية النقل التلفزيوني او من خلال وسائل التواصل الاجتماعي «تويتر، انستغرام» لنقل كل ما يتعلق بالفرق واختيار فريق الأسبوع وأفضل لاعب وافضل طاقم تحكيمي وتخصيص مكافآت مالية عقب كل جولة واختيار أفضل خمسة أهداف وأفضل خمسة تصديات لحراس المرمى، الى جانب الاستوديو التحليلي، وهذا يحسب للاتحاد الذي سخر كامل الامكانيات للوصول الى هذا المستوى الفني والإعلامي من خلال قرارات جريئة كلها يهدف إلى تطوير اللعبة والعودة مجددا بكرة اليد الكويتية الى الواجهة. ما يؤكد انه يمكن الوصول الى الهدف بتكوين منتخب قوي لاسيما ان انديتنا تعمل بشكل جيد مما أوجد بعض اللاعبين المميزين لكنهم يحتاجون الى جهاز فني على مستوى عال ليصبح ارزق الرجال رقما صعبا.