بعد مرور سنتين على فقد ابن عمي عبدالرحمن العتيبي رحمه الله..
ها أنا أجدد كتاباتي بفقد جديد، حيث لم يخطر في بالي أنه سيتجدد بكتابة عن أحد من أحبابي.. لم يخطر في بالي أن التالي سيأتي بفقدي له وأكتب عنه لتترحم الناس عليه..
ولا يكون هذا جزعا من أمر الله والعياذ بالله.. نحن أمة صابرة محتسبة.. ينتظرون وعد الله لهم بصبرهم..
ولا أكتب لكسب تعاطف أحد وانما ليترحموا على من أذكره فيكون شفاعة له وراحة له في قبره وزيادة له في درجاته..
ومن المآثر التي رأيتها بها رحمها الله:
أنها لا تتذمر على أي بلاء أصابها..
أراها مبتسمة صابرة رغم ما بها من أمراض..
أرى فيها قوله سبحانه: (فاصبر صبرا جميلا) فهي كانت من الذين يصبرون صبرا جميلا.
كانت لا ترد محتاجا.. تعطي حتى لا يتبقى من مالها شيء..
حتى كنت أنصحها بأن تدخر بعضا من اموالها لعلها تحتاج إليهم.. ولكن في النهاية هي كانت على صواب وأنا على خطأ.
فسبحانه ذكر في كتابه: (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم)
وعن عائشة رضي الله عنها أنهم ذبحوا شاة، فقال النبي ﷺ:« ما بقي منها؟، قالت: ما بقي منها إلا كتفها، قال: بقي كلها غير كتفها »
فهي التي تتصدق ولا تخشى الفقر وتعلم أنها بإنفاقها هذا.. سيدخرها لها الله يوم القيامة..
تسامح الجميع ولا تحمل في قلبها غلا ولا حسدا ولا كراهية ولم أرها تتكلم عن أحد أبدا..
كانت تصل الجميع..
وعندما أغيب عنها يومين او ثلاثة.. تبادر بالسؤال عني... رغم صغر سني وأنها اكبر مني سنا ومقاما لكن لم يمنعها ذلك.
واحيانا تسألني عن سبب عدم ذهابي لها هل بسبب زعل من شيء فعلته من غير قصد..
كانت تطلب من الجميع الحضور وتفرح عندما ترانا حولها..
بسبب مرضها لم تكن تستطيع ان تصوم في كل مرة.. ولكن هذه السنة صامت عرفة وفي الحديث الشريف أنه يكفر سنتين..
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ان الله تبارك وتعالى إذا أراد بعبده خيرا استعمله..قالوا يا رسول الله وكيف يستعمله؟ قال: يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه».
كانت بارة بأمها (جدتي) وأبيها (جدي) رحمهم الله..
الجميع يحبها ويصلها والدليل على محبة الناس لها الجمع الخفير الذي أتى لتشييع كفنها..
عن النبي ﷺ قال: «ما من رجل مسلم يقوم على جنازته أربعون رجلا
لا يشركون بالله شيئا، إلا شفعهم الله فيه».
فأسأل الله ان يرحمها رحمة واسعة ويغفر لها، وكما كانت تجمعنا عندها فأسأل الله أن يجمعنا بها وموتانا وموتى المسلمين في الفردوس الأعلى.
Twitter: Y_Alotaibii
Email: [email protected]