لم تسلم حتى «البطاطا» التي كانت تعتبر «لحم الفقراء»، من موجة الغلاء التي تضرب كل شيء في سورية، حتى ان سعرها قارب سعر الموز الذي يعتبر من الرفاهيات ولا يستطيع الا الميسورون تناوله.
فقد وصل سعر كيلو البطاطا إلى 2500 - 2600 ليرة للمالحة نوع أول، وهي لاتزال قليلة في السوق، فيما تباع الأنواع قليلة الملوحة والمبردة بسعر 2200 ليرة، بحسب رصد لموقع تلفزيون «سوريا». ويعني ذلك ان سعر 2 كيلو من البطاطا الذي بالكاد يكفي أسرة متوسطة العدد لوجبة واحدة، إلى 4500 ليرة دون الحديث عن باقي متطلبات الطبخة كالزيت والسمنة وتكاليف أخرى للطهي، بينما متوسط أجرة الموظف الحكومي في اليوم 2500 ليرة، وفي القطاع الخاص بين 5000 ليرة - 10000 ليرة سورية.
وكانت مبررات ارتفاع أسعار البطاطا في الأشهر الماضية، وهي غذاء أساسي بالنسبة للسوريين، أنه لا يوجد استيراد من الهارج ولا إنتاج محلي جديد مع تضرر الزراعة بشكل عام بسبب الجفاف والمناخ.
ومن غير المتوقع أن يساهم إنتاج العروة الجديدة التي تبدأ عادة منتصف هذا الشهر، بخفض الأسعار كما هو منتظر، حيث أكد عضو لجنة تجار ومصدري الخضراوات والفاكهة بدمشق أسامة قزيز الشهر الماضي، ان العروة الجديدة للبطاطا قد لا تخفض الأسعار أكثر من 200 ليرة للكيلو.
ولكونها من أهم مكونات غذاء السوريين في ضوء ارتفاع جميع الخضراوات والفواكه والمواد الغذائية، أطلق على البطاطا اصطلاحا أسماء مثل «لحم الفقراء، فاكهة الفقراء»، كونها كثيرة الاستهلاك وكانت رخيصة الثمن وتحوي قيمة غذائية عالية، لكنها باتت اليوم تقارب سعر الموز الذي كان الشهر الماضي يباع ما بين 5 آلاف ليرة سورية للبناني و10 آلاف ليرة سورية للصومالي المهرب، إلا أن سعره وصل حاليا إلى نحو 2900 ليرة سورية للمستورد من لبنان.
ورغم صدور قرار رسمي بوقف تصدير البطاطا منذ سبتمبر الماضي حتى مارس المقبل فإن أسعارها لم تنخفض، بينما يستمر تهريبها إلى لبنان والخارج.