- دخول المرأة في الرابطة ليس انتقاصاً لحقوق الرجل وإنما يحقق التوازن المنشود بينهما
- للأسف.. التعليم في «التطبيقي» ليس بالمستوى المنشود والسبب الأساسي اللوائح المقيدة
- المستحقات المالية لأعضاء هيئة التدريس «خط أحمر» لا نقبل فيه المساومة والمماطلة
- تفضيل أعضاء هيئة التدريس في الجامعة على نظرائهم في «التطبيقي» أمر مرفوض
- رغم تفوق المرأة لدينا تكريس واضح للهيمنة الذكورية على المجتمع في جميع قطاعاته
- إلغاء الـ «كوتا» قضى على فرصة المرأة في الرابطة وأصبحت تواجه «القبلية والحزبية والمذهبية»
عبدالله الراكان
شددت الأستاذة المساعدة بقسم العلوم في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي د.جنان الحربي على رفض تفضيل أعضاء هيئة التدريس في الجامعة على نظرائهم في التطبيقي، متسائلة إذا كان أغلب أعضاء هيئة التدريس في التطبيقي يحملون شهادات من جامعات عالمية معروفة ولديهم تخصصات علمية دقيقة غير موجودة في الجامعة، وإذا كانت المهام هي نفسها لدى الجانبين، فلماذا التمييز وعدم المساواة بين المؤسستين؟ وأشارت د.الحربي، في لقاء خاص لـ «الأنباء»، إلى أن حقوق ومصالح أعضاء هيئة التدريس المالية في «التطبيقي» منتقصة مقارنة بالجامعة وخاصة مكافأة الساعات الزائدة، مؤكدة أن هذه الحقوق ستكون في مقدمة أولوياتها عند نجاحها في عضوية رابطة أعضاء هيئة التدريس في الهيئة.
وذكرت أن تمثيل المرأة في الرابطة مفقود، وأنها تخوض التجربة الانتخابات مجددا مدعومة بقاعدة لا يستهان بها من الداعمين لها من العاملين في الهيئة، مشيرة إلى أنها ستسعى جاهدة لتحقيق عدد من الأولويات منها إعادة الهيئة تحت مظلة وزارة «التعليم العالي»، وتحقيق المطالب المهمة والضرورية مثل تعديل الكادر ولائحة الترقيات وتوفير قاعات تسع الأعداد الكبيرة للطلبة.
وأعربت الحربي عن تفاؤلها بمستقبل التعليم في «التطبيقي»، خاصة بعد حصول أقسام عديدة في كلية التربية الأساسية للاعتماد الأكاديمي، وحصول غالبية البرامج الدراسية في معاهدها الثمانية على الاعتماد المؤسسي من أكاديمية باريس الفرنسية، ومنح خريجي هذه المعاهد شهادة تمكنهم من العمل واستكمال الدراسة في دول الاتحاد الأوروبي، فإلى التفاصيل:
بداية، ما سبب خوضك انتخابات الرابطة؟
٭ هذه ليست المرة الأولى لي فقد خضت تجربة الانتخابات ثلاث مرات سابقة وكنت دائما لا أخرج من الاحتياطي، ولدي قاعدة لا يستهان بها من الداعمين لي من الجنسين، وأرى أن تمثيل المرأة في النقابة مفقود تماما وواجب لم يتحقق، لذلك من واجبي كامرأة أكاديمية ناجحة أن أخوض هذه التجربة حتى ان يكتب لي الله النجاح، وللعلم أن نسبة النساء في التطبيقي يفوق الرجال فأكثر من ثلثي منتسبي الهيئة هم من العنصر النسائي سواء أعضاء هيئة تدريس أو تدريب أو إداريات أو طالبات، فلماذا تقصى المرأة من دخول الرابطة؟ هل الرابطة مقتصرة على الرجل؟
وبالطبع، فإن دخول المرأة في الرابطة ليس انتقاصا لحقوق الرجل كما يراه المجتمع الذكوري وإنما يحقق التوازن المنشود بينهما، فقد منحت الكويت المرأة حقوقها السياسية كاملة في الانتخاب والترشح وتولي المناصب القيادية، فلماذا لا نرى المرأة عضوا في رابطة أعضاء هيئة التدريس وهي أكبر مؤسسه تعليمية في الكويت أسوة بجامعة الكويت ورابطة أعضاء هيئة التدريب؟.
ماذا عن البرنامج الانتخابي للمرشحة د.جنان الحربي؟
٭ لدينا الكثير من الاستحقاقات التي لم تحقق إلى يومنا هذا ولا بد من السعي جاهدين لإنجازها، ومنها ما يلي:
ـ رجوع التطبيقي تحت مظلة وزارة التعليم العالي كما كان في السابق من أهم مطالباتي.
ـ بعد استثناء كليات التطبيقي غير المبرر من مظلة قانون الجامعات الحكومية وإلغاء قانون إنشاء جامعة جابر الأحمد، نرتئي أن تكون كلية التربية الأساسية نواة لجامعة عبدالله السالم، وأنا أعلم أن هذا الأمر يحتاج الى الكثير من الجهد ولكن نحن أمام خطط تنموية كبيرة في البلاد وتحويل التطبيقي وكلياته إلى جامعة عبدالله السالم أو إلى جامعة تطبيقية أصبح من الضروريات ليتناغم مع رؤية الكويت 2035.
ـ تقديم مقترح لإعادة صياغة مجلس إدارة الهيئة على أن يكون أعضاء مجلس إدارة التطبيقي من مديري المعاهد والكليات التابعة للتطبيقي إلى جانب انضمام عضو من الرابطة، فهل يعقل أن نكون أكبر مؤسسة تعليمية في الكويت ولا يوجد في مجلس إدارتها أي عضو من أعضاء هيئة التدريس أو ممثل عنهم في حين أغلب الأعضاء في هذا المجلس غير أكاديميين؟ في الحقيقة هناك كرسي واحد لمدير عام الهيئة، وأغلب الأعضاء لا ينتمون الى التطبيقي، فهذه خطوة مهمة المفترض اتخاذها إن رغبنا في التطوير.
ـ هموم ومشاكل أعضاء هيئة التدريس من الجنسين سواء كانت مهنية أو إدارية أو اجتماعية هي من همومنا.
ـ سنكون سندا وعونا لهم ونضمن حقوقهم كاملة دون نقصان ونسعى لتحقيق طموحاتهم وتبني مقترحاتهم ونقلها للإدارة.
ـ إن حقوق ومصالح أعضاء هيئة التدريس المالية منتقصة مقارنة بالجامعة وخاصة مكافأة الساعات الزائدة، فلا بد أن ترجع الحسبة كما كانت عليه بالسابق، فمستحقاتنا المالية خط أحمر لا نقبل فيه المساومة والمماطلة.
هناك مطالبات كثيرة باتت ضرورية التحقيق مثل تعديل الكادر ولائحة الترقيات وتوفير قاعات تسع الأعداد الكبيرة للطلبة.
ما تقييمك لأداء الرابطة السابقة؟
٭ أعضاء الرابطة هم زملائي وأكن لهم كل التقدير والاحترام، ولكن لم أر أنا شخصيا ما يثلج صدري ولم يكن أداؤهم بالشكل المأمول، ولم نلمس روح الألفة والتعاون بين أعضاء الرابطة، وللأسف ما آلمنا أننا لم نلمس وقفة جادة من أعضاء الرابطة حينما ضم التطبيقي تحت مظلة وزارة التربية إلا من عضو واحد وهو د.سعد المطيري الذي أبدى رفضه للقرار عبر القنوات الإخبارية وأرفع له القبعة، والصدمة الكبرى عندما خرج بعد ذلك أحد أعضاء الرابطة بمقابلة في إحدى الجرائد الإخبارية قائلا وبصريح العبارة «طرح علينا فصل الوزارتين للاستئناس بآراء الأكاديميين ورحبنا بتلك الفكرة من باب التركيز على التخصص»، فكيف ترحب بمثل هذا الأمر؟!
أنا شخصيا لم يستأنس برأيي ولا برأي زملائي، وكانت واقعة ثقيلة على قلوبنا بعد سماع هذا الخبر، بالإضافة إلى تقدم بعض أعضاء الرابطة باستقالاتهم في وقت حرج وفي وقت يحتاج منهم الى المزيد من الجهود والمطالبات المبررة والإنجاز من أجل منتخبيهم.
الرابطة التي يشهد لها وتستحق الشكر الكبير والثناء والمفترض أن يحتذى بها كانت في الدورة النقابية 2015-2019 وأذكر من أعضائها د.حسين عوض ود.رعد الصالح، فهذه الرابطة هي التي سعت وراء إقرار قانون جابر للعلوم التطبيقية الذي نسف بعد ذلك بسبب عدم المتابعة والحرص من الذين مسكوا الرابطة من بعدهم، لولا هذه الرابطة لما أقر كادر أعضاء هيئة التدريس ولائحة الوظائف الإشرافية وصرف بدل تأثيث ورفع مكافأة الفصل الصيفي من 1.8 إلى 3، وأعضاء رابطة 2015-2019 قاموا بإنجازات كثيرة لا تعد ولا تحصى ووضعوا عضو هيئة التدريس نصب أعينهم ولم يستغلوا الوضع لتحقيق مآربهم الشخصية.
مستوى خريجي التطبيقي
ماذا عن نظرة المجتمع لعضو هيئة التدريس في التطبيقي؟
٭ أولا، التعليم في الكويت بشكل عام غير مرض، وللأسف في التطبيقي ليس بالمستوى المنشود والسبب الأساسي يقع على عاتق لوائح الهيئة المقيدة كما ذكرت في السابق فهي لا تعطي مساحة كبيرة للارتقاء بالمستوى العلمي والأكاديمي، كلنا نطمح لتطوير الشأن التعليمي في التطبيقي، وللأسف علينا الالتزام بلوائح الهيئة ولكن مع تغيير ما يلزم سنحقق هذا الأمر. وبخصوص تفضيل أعضاء هيئة التدريس في الجامعة على نظرائهم في التطبيقي بالنسبة لي مرفوض تماما ولن أعير هذا أي اهتمام، فأغلبنا يحمل شهادات من جامعات عالمية معروفة بل لدينا تخصصات علمية دقيقة لا توجد في جامعة الكويت. وبالإضافة إذا كانت المهام هي نفسها لدى أعضاء هيئة التدريس في الجامعة والهيئة، فلماذا التمييز وعدم المساواة بين المؤسستين؟
أنا متفائلة نوعا ما بمستقبل التعليم في التطبيقي وخاصة بعد حصول أقسام عديدة في كلية التربية الأساسية للاعتماد الأكاديمي وكذلك حصول غالبية البرامج الدراسية في معاهدها الثمانية على الاعتماد المؤسسي من أكاديمية باريس الفرنسية ومنح خريجي هذه المعاهد شهادة تمكنهم من العمل واستكمال الدراسة في دول الاتحاد الأوروبي، وأوجه شكري الكبير وامتناني لعميد كلية التربية الأساسية د.فريح العنزي لحرصه الدائم على دعم التطوير الأكاديمي والمهني لأعضاء هيئة التدريس والتدريب وعلى المجهود المثمر من إدارته وأعضاء هيئة التدريس والتدريب أثناء جائحة كورونا.
ماذا عن المرأة عضو هيئة التدريس وما المطالب التي تحتاجها عضو هيئة التدريس؟
٭ المرأة الأكاديمية لديها تحديات كثيرة فهناك المتزوجة من غير كويتي والمطلقة وأخريات لديهن التزامات مادية كبيرة، وكل هذه القضايا لا يشعر بها سوى المرأة، فلماذا نعول دائما على الرجل ليتحدث عن قضايا المرأة، إلى جانب القضايا الشخصية تواجه المرأة تحديات أكبر في مجال عملها. فعلى الرغم من ارتفاع عدد النساء الحاصلات على شهادات عليا ويتفوقن على الرجل في الكفاءة والخبرة ولكن وصولهن لمناصب قيادية عليا في المؤسسات الأكاديمية مازال أمرا صعبا. العقلية المجتمعية والذكورية مازالت تنظر إلى المرأة بصورة قاصرة وتحاربها حتى وإن نجحت في الوصول إلى مناصب إدارية عليا. لدينا تكريس واضح للهيمنة الذكورية على المجتمع في جميع قطاعاته.
وجود مرشحة في انتخابات الرابطة ماذا سيضيف على هذه الانتخابات وماذا سيقدم، وأين كانت المرأة في السابق؟
٭ المرأة كانت موجودة وتمكنت من الدخول إلى الرابطة منذ زمن بعيد، والأمر الذي سهل عليها ذلك هو وجود الـ «كوتا»، فإلغاء الـ «كوتا» قضى على فرصة المرأة من الدخول للرابطة وأصبحت المرأة تواجه التصنيفات القبلية والحزبية والمذهبية إلى جانب النزعة الذكورية التي تقيد إلى أبعد الحدود فرص فوز المرأة.
المرأة صانعة قرار مثلها مثل الرجل، المرأة هي شريكة الرجل في هذه المؤسسة ولها دور كبير في نجاحاتها فلا يمكن إهمال قدراتها ورأيها وخبراتها، فوجودها في الرابطة بات من الضروريات الملحة ويجب أن تعطى هذه المرة الفرصة وأن تمنحها بنات جنسها أيضا الثقة والصوت. وجود المرأة في الرابطة هو الإضافة، لأن المرأة نظرتها دائما نظرة شمولية وهدفها الأساسي الإنجاز والنجاح وتمتلك الحيادية في الرأي ولا تهمها العنصرية والفئوية وغيرها، أما الرجل «عينه على الكرسي» ويصبو لأن يتقلد مناصب قيادية عليا والسيطرة بغض النظر عن المصلحة العامة.
كلمة أخيرة على الرابطة الجديدة أن تهتم أكثر في ضمان حقوق أعضاء هيئة التدريس وتساهم في تذليل الصعوبات التي يواجهونها وتحقيق مطالبهم المشروعة، وأيضا على إدارة الهيئة أن تولي اهتماما أكبر بهموم أعضاء هيئة التدريس وليس فقط التركيز على مشاكل القبول والطلبة.