بدلا من أن تكفر وتعتذر بريطانيا عن الوعد المشؤوم لوزير خارجيتها آرثر بلفور عام 1917 لإقامة دولة صهيونية على أرض المقدسات الإسلامية في فلسطين، فتسببت في مأساة إنسانية لشعبها، لم تنته حتى الآن، من قتل وتهجير مئات الآلاف منهم، وتدنيس المسجد الأقصى، لتشرع بريطانيا الآن مرة أخرى بلسان وزيرة الداخلية فيها «بريتي باتل» بوعد مشؤوم آخر بتصنيف «حركة حماس» الفلسطينية بكاملها السياسي والعسكري «كمنظمة إرهابية»!
يعني أصبحت المقاومة والدفاع عن الأرض والعرض «إرهابا»، والأنكى حتى مجرد التأييد النظري والتعاطف، أو العلاقة الشخصية البحتة مع أفراد حماس جريمة كبيرة تعاقب بالسجن عشر سنوات! هل هذا معقول من البلاد التي تتغنى بحريات الرأي وحق الدفاع القومي عن النفس ضد الغزو الخارجي!
طبعا هذا معقول، إذا إن أصحاب القضية من بعض العرب وبعض الإسلاميين الذين يتبنون المفهوم الغربي لمصطلح «الإرهاب»، بدأوا يوصمون المقاومة ضد إسرائيل بالعدوان والإرهاب ويتسابقون للتطبيع معها، وإقامة المشاريع التي لم يحلم بها الصهاينة، فمن الأولى أن تضفي بريطانيا العظمى على وعدها الأول مزيدا من الوعود المتتالية بالتأييد والدعم والحماية!
ولكن وعد الله تعالى الصادق أكبر وأجل، عبر رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه: (فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا -الإسراء-7).