لكل داعية هفوة ولكل جواد كبوة، والحق أحق أن يحق فيه والباطل كثرت خطاياه وبلاويه، لكن النجاة للدعاة المخلصين في حق دينهم ووطنهم وشعوبهم أجمعين.
إن ما حدث ويحدث في وطننا الغالي من اختلاف وتباين في وجهات النظر أمر طبيعي وظاهرة صحية وركلة جزاء مآلها إلى الهدف، تنافس عليها المخلصون والصالحون من أبناء الوطن ليعبروا عن تمسكهم بدينهم وإخلاصهم لبلدهم وحبهم لشعوبهم، فلا الاختلاف يحول بينهم ولا الحسد يقطع أوصالهم ولا حب الذات يعمي أبصارهم، إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى.
هذا من جانب، أما الجانب الآخر فهو الربح دون الخسارة والذي وجدوه من الشق الآخر أنهم كسبوا ما طمحوا إليه وفازوا بما أرادوا، فبعد أن كانوا معارضين بسواد ليل أصبحت معارضتهم تعبيرا وعبيرا، عبروا عن وجهات نظرهم ودافعوا عنها بشيء من الدلائل والمبررات دون إثارة من حقد ومرارة.
لقد فاز الطالب والمطلوب، فكون المعارض لدينه ووطنه وشعبه يأمل الفوز، سيأتيه ذلك الفوز ولو بعد حين، والفرج على مر السنين، فالله هو الميسر وهو الكريم المنان.
[email protected]