[email protected]
أن تستقيم في زمن الفتن والمال الحرام، هذا هو التحدي الأخلاقي!
الاستقامة كلمة أو مفردة (صعبة جدا) كتطبيق حياتي على الإنسان مادام الشيطان موجودا فمن يقدر يفي بالعهود والوعود وملازمة الصراط المستقيم والتوسط في كل أمر دون أن يركبك الشيطان ويغويك!
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم وهو سيد البشر والنبي الخاتم للديانات «شيبتني سورة هود إذ أنزل فيها (فاستقم كما أُمرت)»!
لقد أمرنا الله عز وجل بالاستقامة (عقيدة وشريعة) وحذرنا من الشيطان واتباعه، قال تعالى: (فاستقم كما أُمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير).
أكيد للاستقامة فضائل ومنازل رفيعة، كما قال الله تعالى في محكم التنزيل (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون).
جميل أن يطمئننا الخالق بأن الذي يلزم الاستقامة تتنزل عليه الملائكة بالبشرى ويرزقه الله عز وجل الطمأنينة والسكينة وفي الحياة رأينا المستقيم لا يخاف من ثلاثة: عند الموت - وفي القبر وحياة البرزخ وعند البعث يوم القيامة.
قال تعالى: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون- الأحقاف: 13.
٭ ومضة: أيها المواطن والوافد، الغني والفقير، الاستقامة في الحياة زرع للآخرة وتبقى الحقيقة المجردة والشفافة ما من إنسان ضل وهو يسلك طريق الاستقامة.
كلنا محاسبون كبيرنا وصغيرنا، (الكل محاسب) وتبقى الاستقامة طريقا شائكا بالإغراء خاصة (المال)، لهذا كثر الآن الخبث والمال الحرام وما انتشر من عمليات غسيل الأموال الخربة!
٭ آخر الكلام: من أقوال أمين الريحاني الجميلة: لا المجد ولا الشهرة أمنيتي القصوى، ولا الثروة، ولا السيادة، ولا العظمة، وإنما أمنيتي الجوهرية الأولى هي أن أكون بسيطا في أعمالي، صادقا في أقوالي، مستقيما في مبادئي وآرائي.
٭ زبدة الحچي: عزيزي القارئ: درب الاستقامة صعب جدا إلا على أصحاب النفوس المؤمنة، وتذكر وأنت تمارس الاستقامة ألا تبخس الناس أشياءهم، وأوف الكيل والميزان بالقسط، قارب وسدد واعلم انه لن ينجو أحد منا بعمله وإنما برحمة من الله عز وجل، واعمل بالآية الكريمة: (يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا) الأحزاب: 7.
قارئي الكريم في كل مكان وزمان: الاستقامة عملة صعبة في زمن المال الحرام المستباح!
..في أمان الله.