يتعامل البعض مع الكويت وللأسف الشديد وكأنها مجرد بئر للنفط وينسون أننا في دولة حديثة ذات تاريخ عريق من قبل ظهور النفط بكثير وهو ما يجب ألا ننساه وعلينا أن نشجع الأجيال القادمة للغوص فيه دائما لأن مع الغوص نستخرج اللؤلؤ الثمين.
فعندما يحصل أحد أبناء الوطن على تميز عالمي أو على جائزة فإن أضواء الإعلام لا تكون كافية وبحجم النجاح الذي تحقق إذ انه لدينا ثروات بشرية قد تفوق ثروة النفط وهي الكوادر الوطنية التي نفخر بها ويجب إبراز إبداعاتها وإنجازاتها سواء في العلوم أو الطب أو الهندسة أو الاقتصاد أو الإعلام لأن ثروة الوطن وقوته ليست في احتياطي النفط أو في سعر برميل النفط أو في موقعنا من أسواق النفط العالمية ولكن الثروة البشرية يجب أن نستثمر بها وننميها من خلال نظم عمل تشجع على الإبداع وعلاقات عمل تدفع للأمام وقيم إيجابية للمنافسة الشريفة التي تدفع للابتكار والإبداع وخصوصا للأجيال الشابة الذين يتطلعون إلى المستقبل المشرق بعيدا عن الروتين القاتل.
وإن إصلاح ظروف العمل الوظيفي وتطوير أداء الأجهزة الوظيفية بوسائل مبتكرة لا تقل أهمية عن تحقيق المكاسب في الاستثمارات أو في أسواق النفط العالمية، فما هي خططنا للاستثمار البشري سواء في القطاع الحكومي أو في القطاع الخاص وبعيدا عن الوسائل التقليدية من مهمات ودورات تقام في معظم الأحوال لمصالح ولكن الأجيال الشابة في كل موقع عمل يجب أن تعطى الفرصة كاملة للتفوق والإبداع إلى جانب خبرات الكبار وإن البحث عن العناصر الشابة المبدعة في أي موقع ليس بالأمر المستحيل إن أردنا وإن إلقاء الأضواء الإعلامية على إنجازات وإبداعات الشباب هو حق لهم وللوطن وهو استثمار فيما هو أغلى من النفط.
ويجب أن يكون إعطاء الفرص للتدريب للكوادر الشابة في جميع المجالات حاضرا بقوة في برنامج عمل الحكومة القادمة بل يجب أن يكون في قمة أولويات البرنامج وفي مرتبة متقدمة عن الاستثمار والمشاريع الاقتصادية لأنه أعظم استثمار لأي وطن يتطلع إلى تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في جميع المجالات وأن الكويت تستحق برنامج عمل حكومي جديدا يترجم تطلعاتنا وواجبنا ومسؤولياتنا نحو مستقبل الوطن القريب والبعيد.
إن البحث والدفع بجيل من الشباب إلى الصفوف الأمامية إلى جانب خبرات السابقين من شأنه أن يحافظ على الأداء المميز في معظم المواقع ويجب أن يبحث كل مسؤول عن الأجيال الشابة ويسند لهم المسؤوليات ليكتسبوا الخبرات منذ الوقت المبكر ويشاركوا في اتخاذ القرارات وألا يكتفوا بمواقع المتفرجين فقط لأن الوطن بحاجة إلى عطاء جميع الأجيال في منظومة وطنية متدفقة من صنع الجميع.