عندنا وبالذات بعد كارثة «كورونا»، وتوترات الجلسات، ترانا الكل يشتكي للكل عن الهموم المحلية، والحلول ببساطة أخلاقية أزلية! لا تخرج عن كونها لو راجعنا أسبابها صناعة محلية لا تحتاج مستشارين، ولا لجانا مدفوعة الوقت والثمن، فقط تحتاج مخافة الله وطاعة الرحمن، لا تتوسع فيها الذمم، ولا تتجاوز اللوائح، وتفعيل بنودها على مخالفيها مهما كانت مراكزهم وصفاتهم وسلطتهم وأرصدتهم وأصلهم وفصلهم، فهم حزمة ونسيج أهل الكويت، هم من أبنائها وتكوينها لما قبل مئات سنواتها، بلا تلاعب اقتراحات الأغراب من خارجها بحجة زيادة وتنقية السكان! بأمور تستهدف تصديع بنيانها، وتفكيك قواعدها، وزعزعة أركانها!
ولو تم الاتفاق والتفاهم والتواضع على الرأي السلس السليم، كالأمم الحضارية المتقدمة الناضجة لاختيار الكفاءات وأصحاب العقول الواعية المدبرة من نسيج أهل الديرة، لكانت الكويت في تقدمها كماليزيا وسنغافورة، وكندا، وأستراليا، وغيرها من الدول في مشرق الأرض ومغاربها، وثرواتها هي مرجعنا الكبير والأكيد هي بركتنا.
ولن يتدنى مستوى أبنائنا في التعليم بقيادة عيال ديرتنا بكامل نسيجهم، ولا الرعاية الصحية بلا نقص أدويتها! ولا هدد العنف الأسري والشوارعي أمننا! ولا طال فساد الذمم والنوايا بعض الأيادي لأكل الحرام، وتلطيف الكلام بتسمية السارق شاطر! ولا اصطف أجيال الديرة بانتظار التوظيف والسكن! ولا حصاد أرواح شبابنا بالمخدرات وحوادث مفجعة بالسكاكين والسيارات تحصد أرواحهم الزكية! ولا كانت دموع الأسر لا تفارق دورهم! ولا مسلسلات تخربط لهجتهم، وتدنس أخلاقهم بتمثيل ركيك للخيانات المفجعة ما بين الأسر والعائلات لأهل الديرة، هي سهراتنا طيلة الأيام والليالي بنهايات حقيرة!
ومؤسسات الإصلاح والتربية والتعليم والمنابر وسط بيوت الله خارج التغطية، بسبات عميق ومداخلات عشوائية لأهلنا لا تليق! وهكذا الحال بغربال «من يداوي الطبيب المداوي» بذمتكم تشريعا وتنفيذا لحسم الجهل، و«الجهالة التي أعيت من يداويها»، كما تقول الحكمة طالت أعماركم!