سجلت العديد من الدول ارتفاعات «مقلقة» في أعداد الاصابات بالمتحور الجديد من فيروس كورونا «أوميكرون» تزامنا مع اتساع رقعة انتشار السلالة المتحورة التي اكتشفت للمرة الأولى في جنوب أفريقيا.
فقد أعلنت السلطات الصحية الدنماركية أن عدد الاصابات المؤكدة بالمتحورة الجديدة ارتفع أمس الى 183، معتبرة أن هذا الامر «يثير القلق»، خصوصا انه ارتفع من 18 اصابة مؤكدة و42 حالة غير مؤكدة يوم الجمعة، بحسب معطيات معهد «اس اس آي» العام. ومع هذا الاعلان، أحصى المركز الاوروبي لمراقبة الامراض والوقاية منها 182 اصابة بأوميكرون في مختلف انحاء الاتحاد الاوروبي، إضافة الى النرويج وايسلندا.
وتمتاز الدنمارك عن بقية الدول الاوروبية بأنها الاكثر تطورا وسرعة على صعيد رصد الاصابات، من دون ان يعني ذلك أن الوباء يتفشى على اراضيها بسرعة أكبر.
وقال مدير معهد «اس اس آي» هنريك اولوم في بيان «نلاحظ ارتفاعا مقلقا في عدد الاصابات بأوميكرون في الدنمارك».
واضاف «هناك سلاسل عدوى رصدت فيها المتحورة لدى أناس لم يسافروا أو يخالطوا مسافرين».
وأكد ان المعهد يقوم بعمل «مكثف» لتسريع وتيرة ظهور نتائج الفحوص، بحيث تتمكن المؤسسات الصحية من تعقب أثر سلاسل العدوى «في أسرع وقت ممكن».
وتابع «علينا ان نستخدم الوقت الذي نكسبه لتطعيم أكبر عدد من الناس. إن مناعة مهمة تمنح مجتمعنا مزيدا من الصلابة في حال استمر تفشي أوميكرون».
كذلك، أعلنت السلطات الصحية في بريطانيا تسجيل 86 حالة إصابة جديدة بسلالة أوميكرون أمس، مما يرفع إجمالي حالات الإصابة بالسلالة الجديدة من كوفيد-19 إلى 246 حالة، بحسب ما نقلته وكالة بلومبرغ للأنباء عن السلطات الصحية البريطانية.
واعلنت السنغال تسجيل اول اصابة امس لدى سائح شارك بمظاهرة في نوفمبر الماضي بالعاصمة دكار، وكان في دولة أخرى من منطقة غرب أفريقيا.
وفي رومانيا، قالت وزارة الصحة إنها رصدت أمس الأولى حالتي إصابة لدى مواطنين رومانيين عادا من دولة جنوب أفريقيا. وأعلنت تشيلي أنها رصدت أول إصابة لدى سائح قادم من غانا في نوفمبر الماضي، وقالت السلطات الصحية في البلاد إن المصاب أجنبي مقيم في تشيلي وسبق له تلقي جرعتين من لقاح «فايزر»، فيما أكدت وزارة الصحة في زامبيا، اكتشاف أولى حالات الإصابة بالمتغير «أوميكرون» لدى ثلاثة أشخاص ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا في الأسبوع الماضي.
من جهتها، قالت مديرة المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها روشيل والينسكي لقناة (إيه. بي. سي نيوز) إنه تم تسجيل إصابات بأوميكرون في نحو 15 ولاية أميركية، ولكن السلالة دلتا مازالت تمثل غالبية حالات كوفيد-19 على مستوى البلاد.
وعليه، أفاد، خبراء الصحة العامة داخل الولايات المتحدة أمس، بأن الإقبال على تلقي اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» والجرعات المعززة داخل عيادات التطعيم والمراكز الطبية ازداد مؤخرا بشكل كبير وسط تزايد تفشي متغير أوميكرون داخل البلاد، والمخاوف منه.
مع ذلك، ذكر الخبراء ـ في تصريحات نقلتها صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية ـ أن الضغوط على برنامج التطعيم في الولايات المتحدة تزداد سوءا بسبب النقص في العمالة، وهو ما يؤثر على العديد من القطاعات، بما في ذلك الرعاية الصحية.
وقال ميتشيل روثهولز، مسؤول سياسة التحصين في رابطة الصيادلة الأميركيين: إن الجمهور بحاجة لأن يتذكر دائما أن نظام الرعاية الصحية لدينا يعانى من الضغوط.
وأضاف أنه لاحظ أن الصيدليات تتجه بشكل أكبر نحو نموذج تحديد المواعيد وقوائم الانتظار، في ظل زيادة الطلب في أسلوب مشابه لما حدث في بداية توزيع اللقاحات، وكان هناك إسراع للحصول عليها، وهذا يعني أن الناس التي تريد اللقاح ربما يحتاجون للتخطيط مسبقا، وربما يضطرون للانتظار عدة أيام أخرى.
وأشار إلى أن الطلب على اللقاحات ارتفع من متوسط أقل من مليون جرعة في اليوم لمعظم شهر أكتوبر إلى متوسط 1.5 مليون يوميا في الأسابيع الأخيرة، وفقا لبيانات من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بما بدا معه أن الطلب على المعززات وجرعات المرة الأولى يقود هذه الزيادة.
من جانبه، قال حاكم ولاية ماساتشوستس تشارلي بيكر، هذا الأسبوع، إن الطلب على اللقاحات ارتفع بشكل كبير بعد أن أصبحت المعززات متاحة على نطاق واسع، وأضاف: «أننا نقوم بتوزيع أكثر من 50 ألف جرعة يوميا، إذا تمكنا من إيجاد طريقة للعمل مع زملائنا المحليين في الحكومة المحلية، فسوف نجد طرقا لتوزيع المزيد من الجرعات يوميا».