أحياناً تصيب أحدنا مصيبة أو ابتلاء إما بفقد حبيب أو فراق صديق أو خيانة قريب، وغيرها من الأمور التي ربما تكون على البعض أمرا من الصعب أن يخرج منه بسهولة.
هذا لأنه ينظر لها بجانب واحد ولا يغير نظرته لها، كفراق أحدهم، يفكر بعدد الأيام وأجمل اللحظات والسهرات، فيزداد حسرة على ما فات.
لكن لو رأى أن هذا الفراق خير له، خير لتكون إنسانا أفضل، لتنجح لتكون في حياتك بركة وتوفيقا، ربما بسبب هذا الانسان الذي انت تراه بظاهره خير، في باطنه شر.
المنافقون يظهرون بخبث ما يبطنون، كما قال الله (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام).
إحدى السنوات كنت مصاحبا أحد الأشخاص وأذهب إلى ديوانه، فكان رواد الديوان يقولون لي كلمة غريبة لم ألقَ لها بالا ولم أفهمها:
«انت إنسان نظيف بعكس ما يقال عنك»، وعندما افترقت عن هذا الشخص، قالوا بما كان يفعله من وراء ظهري وما كان يقوله عني من بهتان وسوء!
فكان درسا جميلا تعلمت منه: لا أنخدع بالظاهر واحتاط وأزن الأمور ولا أكون شخصا يجعل من نفسه عرضة لكل أحد يدخل حياته فيكشفها له.
النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين»، يجب أن تكون لديك خبرة تراكمية ولا تجعل لنفسك أداة يتحكم بها الناس بتكرار نفس الأخطاء.. فهذا يبيعك وهذا يبيعك وهذا يخونك! فتكون في كل مرة تصاب بخذلان وانهيار!
واعلم أن الدنيا ليست جنة! فليست جميع الناس ملائكة، فهم متفاوتون، فيهم الصالح والطالح.
سأقول لك صفات إذا كانوا بشخص أبعدك الله عنه فاحمد الله:
- الأول: صاحب المصلحة، أحيانا يدخلون حياتنا بأشكال المحبين وهم في باطنهم أصحاب «مصالح»، فإن انتهت ذهبوا وتركوك..
يقول عمر بن عبدالعزيز «لا تصحب من خاطرك عنده على قدر حاجته، فإن انتهت حاجته انتهى خاطرك» فمثل هؤلاء تحمد الله على أنهم أبعدهم الله عنك، فالاستثمار في حب هؤلاء تضييع وقت!
- الثاني: منتظر الزلة، في أدنى مشكلة، يبيعك، ينسى جميع اللحظات الجميلة ويتذكر كل اللحظات السيئة، ومن المهازل التي رأيتها بأحد من يتصف بهذه الصفة:
إنه في وقت الخلاف أصبح يذكرني بأخطاء فعلتها من 10 سنوات وأكثر!
- الثالث: من يبتعد عنك لأجل آخرين، وهذا ما حدث للنبي صلى الله عليه وسلم.. كبار صناديد قريش قالوا للنبي تريدنا أن نؤمن معك؟ اطرد الفقراء والمساكين الذين يجلسون معك.
فنزل القرآن: (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه).
- الرابع: سيئ الظن، من يبني علاقته معاك يدفعك فواتير علاقات سابقه، فيسيء الظن بك في ابسط الأشياء، وتكون علاقتك معه مرهقة جدا.
أخيرا: اكسب الناس وأحسن علاقتك مع الجميع، واغفر الزلات، مع الأخذ بالحيطة والحذر، وكن معتزا في نفسك منشغلا بها، حتى لا تصاب بانهيار بفشل أي علاقة.
لا تجعل نفسك رهينة للناس تربط مصيرك بهم، كرمك الله أن خلقك حرا لا تحتاج لأحد، فقد خلقت وحيدا وستموت وحيدا، فلست مضطر لأن تهين نفسك لإرضاء أحد!
[email protected]
Y_Alotaibii@