هناك توافق بين الفكر والمعرفة حيث يتفق الاثنان على معادلة صعبة يجمعهما نوع من المساواة، فالفكر ثوابت واعتقاد، والمعرفة ثقافة ومعلومات إلا أنهما يختلفان في عدة أمور، منها قوة الالتزام كما في الفكر ونوع المعلومة كما في المعرفة.
أما تغيير الفكر فينبثق من المعرفة فكل معلومة مقنعة مع استحسان البشر لها تنقلب إلى ثقافة ثم تصبح معلومة، وكل ثقافة ممكن تكون فكرا يحتج به صاحبه ويدافع عنه بقوة.
هناك بعض الناس يتصارع بين الفكر والثقافة، توجهه آراؤه وحب ذاته فتجده في الغالب محصورا بين فكره وثقافته حائرا بين هذا وذاك وفق قناعات تراوده بين الفينة والأخرى.
المعرفة وما تتضمنه من معلومات أوسع مدارك وأعظم مرجعية من الفكر، فالفكر يعبر عن وجهة نظر محدودة بقناعة محدودة، والمعرفة تعبر عن ثقافة وعلم فهي بحر عميق يحوي كل علم وفن، وأثرها على الفكر واضح وتأثيرها دقيق بقدر ما تعطي من العلوم والدراسات الشيء الكثير، وهنا يتضح أن الأصل هو المعرفة والفكر هو التابع.
من هذا المحتوى لا بد أن نعلم أن بناء الفكر يقوم على حوائط الثقافة والعلم ولا يكون الاجتهاد قائما إلا بعد أن يبنى الفكر بناء صحيحا حتى يستقيم أمر الفكر وفقا إلى رؤية سليمة ومحاور محصنة فيكون مرجعية إلى تحقيق الأهداف وتفعيلها.
[email protected]