تواجه دول الخليج «مجتمعة» ضغوطا متعددة من أكثر من اتجاه ومن مختلف الجهات، وإن حدثت خلافات أو بمعنى أصح اختلافات بين هذا البلد أو ذاك على مستوى «مرحلي» أو لظروف معينة يبقى «الهدف» الطويل المدى الذي يهم الجميع وهو مطلب «الكل»، نقول إن هذا «هدف» باق ومستمر وأقصد هنا ثنائية الأمن والتنمية الحقيقية، إذا صح التعبير وهذه الثنائية لن تتحقق إلا بالسير في الوحدة الخليجية على خط التطبيق.
والإيجابية الموجودة لدينا كأنظمة رسمية وشعوب خليجية مترابطة ومتجانسة أن هناك أرضية جاهزة تتمثل في قرار رسمي من زعماء دول الخليج بهذا الشأن ولدى الأمانة العامة مؤسسة معنية بإعداد دراسات بهذا الشأن، ناهيك عن «إحساس» المواطن الخليجي بفوائد ما تم تحقيقه من أمور على سبيل المثال التنقل بالبطاقة وإلغاء الفيزا والسماح بالتملك العقاري الموحد والنقل التجاري وتوحيد المناهج والتعاون في القرارات الصحية.. الخ.
إذن المسألة تحتاج إلى دفعة جديدة أكثر، وعلينا كدول الخليج إيجاد صيغة تجمعنا وتوحدنا في السياسة الخارجية والأمن والتنمية.
ولنأخذ تجربة الاتحاد الأوروبي حيث كانت البداية مع اتحاد نقابات «الفحم»، وانتهى الأمر بوحدة أوروبية هي منتوج «توحد» واتفاق على مائة وخمسين قانونا مشتركا بين تلك الدول، ما صنع منها محورا اقتصاديا وقاعدة نفوذ دولية متواصلة بالرغم من اختلافاتهم من حيث اللغة والعرق والحضارة.
فلنبدأ كما بدأوا بتوحيد القوانين والتشريعات والمسألة ستتحرك بما يخلق حائط «صد» ضد كل من يريد أن يمتد في نفوذه إلينا من أي جهة ومن أي مشروع إقليمي ودولي يريد صناعة السيطرة والتحكم علينا.
وهذه الدولة الخليجية العربية الموحدة المتحدة ليست «ترفا فكريا»، وليست «لغوا كلاميا» بل حاجة ومطلب وقناعة، يفرضها «واقع سقوط» عربي شامل يحتاج إلى مقاومة خروج العرب.. كل العرب من التاريخ وغيابهم عن صناعة الحضارة والتنمية الحقيقية للإنسان والمجتمع.
فمشروع الوحدة الخليجية الاندماجية مصيري ومسألة استمرار «وجود»، وعلينا المعرفة أن كل من هو «غير عربي»، لا يريد لنا الوحدة الاندماجية، وكل من هو ليس عربي يريد أن يستمر الحال كما هو عليه للابتزاز أو محاولات صناعة السيطرة علينا.
إن الخليج يحتاج إلى الوحدة كمنظومة واحدة وسياسة خارجية واحدة وجيش موحد متحد وهذا أقل الإيمان، وكذلك باقي العرب يحتاجون إلى «إقليم قاعدة» يقودهم وينطلق بهم كطائر العنقاء إلى السماء بعيدا عن مخططات التفكيك والتفتيت التي نجحت بواقعنا العربي.