إعلان قيام المنظمة الخليجية في إمارة أبوظبي في عام 1981 كان حدثا عربيا وإقليميا وعالميا أحدث حالة من الصحوة السياسية على جميع المستويات، إذ جمع الدول الخليجية الست في كيان ومنظمة لها أبعاد سياسية واجتماعية واقتصادية وتنموية توافقية تماثل مجموعة ومنظمة الاتحاد الأوروبي.
ولأن دول الخليج العربية الغنية اقتصاديا وماليا تعتبر من اهم الكيانات الإقليمية والعالمية المؤثرة بالاقتصاد العالمي، ولأن الثروة النفطية والمعدنية الهائلة تقابلها الثروة الصناعية في قطاع المعادن والبتروكيماويات وغيرها من أوجه الطاقة التي تمتلكها الدول الخليجية مجتمعة، بالإضافة الى موقع هذه المساحة الشاسعة والمميزة التي تربط العالمين الحديث والقديم بالطرق البرية والبحرية والجوية، كل ذلك جعل من منظمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية كيانا ينافس الكيانات العالمية المماثلة أوروبيا وآسيويا وحتى على مستوى الأميركتين!
نعم اليوم وتحديدا هذا الكيان العربي الخليجي والذي التأم جمعه بالدورة الـ 42 في الرياض أمس الأول قد طوى 40 عاما من عمر التأسيس، مؤكدا اليوم تحقيق رؤية التكامل الاقتصادي لهذه الوحدة السياسية الغنية بثرواتها الاقتصادية المتنوعة والتي تمتلك ثروة مالية تقدر بآلاف المليارات النقدية، تمكن دول التعاون الخليجي من أن تحقق من خلالها ثورة اقتصادية بالعديد من المجالات، في ظل امتلاك دول الخليج العربية لطاقات وعقول بشرية جبارة في شتى الجوانب المالية والاقتصادية تردفها عقول مميزة بكل جواب القطاعات الهندسية الفذة مهنيا وعقليا تستطيع إدارة كل هذه الثروات الهائلة.
اليوم وبعد قمة الرياض نقول إن بيان الدورة الـ 42 قد وضع النقاط على الحروف بعد أن تحققت بحمد الله وتوافقت المصالحة والتأمت النوايا والطموحات، بعد وقفة التأمل التي أحدثتها سنوات القطيعة السياسية والجائحة الصحية!
اليوم وضع البيان السياسي الخليجي في 2021 طموحات القادة المؤسسين على دروب إنجازات هذه الطموحات برؤية قادة التعاون الخليجي في الوقت الحاضر!
نعم شعوب الخليج رغم كل الظروف المحيطة بهم ورغم كل الأمور المعرقلة لاستمرار المسيرة، متفائلون بما صدر عن قمة الرياض، ونحن سنكون قادرين على رصد طموحات هذا البيان السياسي والاقتصادي الذي شمل كل المؤثرات والمجالات التي يتطلع لها أبناء وأجيال شعوب الكيان الخليجي الموحد!
فعلى بركة الله وبتوفيقه تنطلق الطموحات للمساحة الأرحب! والله من وراء القصد!