قدم عيينة بن حصين المدينة، فنزل على ابن أخيه الحرّ بن قيس بن حصين، وكان من النفر الذين يدنيهم عمر رضي الله عنه.
فقال عيينة لابن أخيه: هل لك وجه على هذا الأمير، فتستأذن لى عليه؟
فأذن له عمر رضي الله عنه، ولما دخل عليه قال: يا ابن الخطاب، ما تعطينا إلا الجزل، وما تحكم بيننا بالعدل.
ثار بركان الغضب داخل الفاروق، وهم أن يُوقع به العذاب، فقال له الحرّ بن قيس: يا أمير المؤمنين، إن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم:
(خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)، وإن هذا من الجاهلين.
قال الحر: فوالله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه، وكان وقافا عند كتاب الله.