اللغة العربية من أقدم اللغات التي عرفها البشر، حيث تتميز ببلاغتها وتصورها الذهني ومخاطبتها القلوب والعقول، فهي لغة القرآن، فقد قال الرافعي إن اللغة العربية أمة ليس لها حاكم حتى نزل بها القرآن.
اللغة العربية تجسد حضارات كثيرة ازدهرت بها أوروبا وأفريقيا وكثير من البلاد، وذلك بما تحتويه على معرفة واسعة واطلاع على العلوم النافعة حتى وصلت مشارق الأرض ومغاربها، ففيها الحِكم وفيها السهولة والبساطة والإبداع وحلاوة الاستماع، يرتقي بها الفعل ويعرفها الاسم ويربطها العطف ويشرحها الصف، يفهمها القارئ المبتدئ ويتذوقها ويعشقها الشاعر المهتدي، يتقبلها كل إنسان مهما كان، فيكثر الراغبون في تعلمها والعيش بين حروفها، فمن بلاغتها جاء القرآن ليؤكد ذلك، فقال تعالى: (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) «الأنفال 33»، فالبلاغة هنا في موقع الفعل وموقع الاسم.
وسأل أحدهم فقال:
مَن أسعدُ الناس؟ فرد عليه مَن أسعدَ الناس.
وفي هذا السؤال تكمن البلاغة هنا في تشكيلات اللغة والتي تفيد عدة معان.
إن اللغة العربية كنز للحضارات وفخر للمسلمين والعرب ومنارة على كل اللغات، لأنها لغة القرآن والبشرية، فمن حقها أن يكون لها يوم يمجد ذكراها ويجدد معناها ويعلي شأنها ويدني ما سواها.
[email protected]