أثارت تصريحات نجم كرة القدم المصري السابق محمد أبو تريكة ردود أفعال متنوعة حول الدوري الإنجليزي والشذوذ الجنسي، وتأكيده على أن الشذوذ يتعارض مع الإسلام وضد الفطرة الإنسانية، وهو مرفوض في كل الأديان السماوية، وأن هذا التصرف لا علاقة له بالحرية وحقوق الإنسان.
من المؤسف والمذهل كيف تغير موقف الغرب نحو قبول الشذوذ من الحكم على مرتكبه بالإعدام، إلى السجن لمدة قد تصل إلى عشرين عاما، ومن ترحيل الشواذ الى معسكرات الاعتقال في العهد النازي، إلى إلغاء القوانين التي تجرم الشذوذ، ومن ثم تحوله إلى ممارسة مقبولة مجتمعيا، والترخيص للشعارات والمسيرات والمنظمات التي تروج للشواذ وتدعم حقوقهم حتى شرعتها القوانين وأقرتها المحكمة الفيدرالية الأميركية عام 2015 واعتبرتها علاقة شرعية حتى وصل الأمر لتقديم طلب هجرة للولايات المتحدة من خلال هذه العلاقة! وذلك بعد انقلاب الأرقام في قبولها من أقلية شعبية إلى أغلبية كما بينته استطلاعات الرأي العديدة، وحتى بات من ضمن مؤشرات التسامح في مجتمع ما، وفقا للمقاييس الغربية، مدى تقبله وتطبيعه إن صح التعبير مع ظاهرة الشذوذ!
انعكس هذا التغير الاجتماعي الكارثي على بعض الدراسات الأكاديمية، فمثلا في البيانات الشخصية التي يتم طلبها في استطلاعات الرأي، أصبحت تطرح ثلاثة خيارات في سؤال النوع الاجتماعي: ذكر، أنثى، ومتحول! ويدخل بعض العاملين في قطاع استطلاعات الرأي في المنطقة العربية والإسلامية في نقاش بكيفية التعامل مع هذه التغيرات واعتبارها من الخيارات التي تنطبق على المجتمع حتى لو كانت محرمة!
وأذكر هنا في بعض المشاريع الدولية أننا كنا نرفض مثل هذه الخيارات، إذ إن مجرد وضعها سيجعل المستجيب يألفها شيئا فشيئا، إن وجود مثل هذه الظاهرة كأقلية ونتاجا لاضطرابات مرضية نفسية واجتماعية لا يبرر تثبيتها بعبارات يسمعها المستجيب، وتصبح وكأنها خيارات طبيعية مقبولة من الفرد والمجتمع، ولذا تراعي بعض المؤسسات العالمية هذه الفروق بين المجتمعات، وأن ما يعتبر مقبولا في بعضها لن يكون مقبولا بالضرورة في غيرها، وتقبلت رفضنا لإقحام الخيارات والأسئلة التي تطبع مع الشذوذ وتمهد لجعله أمرا عاديا ومألوفا في نفوس المستجيبين!
[email protected]