الأوطان لن تستقر ولن تتطور إلا ببناء الموارد البشرية والاهتمام بها وان اقتصادها وبناءها لن يعتمد فقط على إيراداتها من مصادرها الاقتصادية سواء صناعية أو زراعية أو سياحية أو نفطية أو حتى في تطور التكنولوجيا لأن هذه لن تتم إلا بالاعتماد على الإنسان الذي مر في مراحل التعليم والتدريب والتأهيل، وتخرج منها موارد بشرية لديها القدرة والمهارة على المساهمة في بناء وتطوير الوطن برعاية حكومتها منذ ولادتهم.
تمر الكثير من البلدان بأزمات مالية واقتصادية وصحية وكوارث طبيعية وغيرها، وهذه تؤثر على بنائها وتطورها واستقرارها وتستطيع تخطي هذه الأزمات بالاعتماد على مواطنيها الذين اهتمت بهم البلدان منذ صغرهم، خاصة في التربية والتعليم وغرس حب وولاء الوطن فيهم.
ولذلك يجب أن تكون هناك جهات حكومية تهتم بالمواطن منذ ولادته تبدأ بالصحة وتمر على التعليم وتصل إلى التوظيف، وخلالها تنمي فيه المهارات والتأهيل اللازم للقيام بواجبهم تجاه وطنهم وعندنا في الكويت وزارة الصحة والتربية وبعدها ديوان الخدمة المدنية وهيئة القوى العاملة، لكن وللأسف في السنوات الأخيرة ظهرت لديهم مشاكل عند تخرجهم في الجامعات والكليات والمعاهد بحيث تراكمت أعداد الباحثين عن العمل، وظلت لفترة طويلة تنتظر الفرص الوظيفية، كما تردد الكثير منهم العمل عن في القطاع الخاص وهناك من تم فصلهم أثناء الأزمات، وهناك فرص وظيفية موجودة في جهات حكومية ممكن شغلها بالمواطنين، وهناك فرص وظيفية في شركات حكومية وشركات تستثمر وتسهم فيها الحكومة لم نر إعلانا لها لتوظيف الكويتيين فيها داخل الكويت وخارجها وهناك عدم عدالة في الرواتب في الجهات الحكومية.
لذلك نصيحتي واقتراحي لرئيس الوزراء بأن يهتم بالهيئات والمؤسسات الحكومية التي تختص بهذه الجوانب وتعيد هيكلتها في وزارة واحدة بوزير لديه المؤهل والخبرة بهذا المجال، وكذلك باقي القياديين والموظفين فيها وتمنح صلاحيات تهدف الى حل المشاكل وتطوير القرارات والقوانين التي تساعد على الاهتمام بالإنسان الكويتي لبناء وطنه وهذه فرصة لإنشاء هذه الوزارة واسمها المقترح هو (وزارة الموارد البشرية والتخطيط) تشرف وتراقب على ثلاثة قطاعات وهي هيئة القوى العاملة وديوان الخدمة المدنية والمجلس الأعلى للتخطيط فيما يخص جانب الموارد البشرية، وأما الجانب الفني وهي المشاريع الإنشائية فيجب نقل تبعيتها الى وزارة الأشغال وبلدية الكويت، وبهذا يتم تحقيق ما تم ذكره أعلاه من وجود وزارة للموارد البشرية والتخطيط، وعلى فكرة هذا النوع من الوزارات موجود في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية وهي ناجحة وحققت أهدافها.
[email protected]