تطوير التعليم مصطلح يطرح في العديد من المؤتمرات والندوات التربوية على المستوى المحلي والخليجي بل وحتى عالميا.
ويظن الكثير من المختصين في مجال التربية أن المنهج هو الركيزة الأولى في تطوير التعليم وكذلك يظن الطالب وولي الأمر أن المنهج هو الركيزة الأولى والثقل الأكبر في عملية تطوير التعليم، في حين أن المنهج لا يشكل عبئا تقيلا على التطوير، فالمشكلة الحقيقية تبدأ عند المعلم.
المعلم صنعة: مهنة المعلم ليست مهنة عادية بل هي صنعة فريدة من نوعها. هي مهنة ليس الغرض منها كسبا لقوت اليوم، بل هي مهنة الأنبياء وصنعة للأوطان.
فإذا كان الهدف من هذه المهنة الحصول على الراتب فقط، فيعني ذلك أن مخرجات التعليم سوف تنحدر انحدارا كبيرا مادامت قد ارتبطت مهنة التعليم بالماديات وبالمغريات.
مهنة التعليم تحتاج إلى الإقبال النابع من القلب، وهي المهنة الوحيدة التي لا تتوقف الأهداف عندها ولا تتوقف الأمنيات ولا تموت الطموحات عندها.
فالمعلم مادام معلما حتما سوف يعيش الأهداف والأمنيات والطموحات التي تتجدد معه عاما بعد عام وهو يرى طلابه قد خرجوا لسوق العمل وبدأوا المشوار الحقيقي في العطاء.
من المعلم العاشق؟ تطوير التعليم يحتاج لوجود المعلم العاشق وإذا ما سألنا أنفسنا من هو المعلم العاشق نقول:
أنه المعلم الذي دخل مهنته من قلب صادق، وهذا القلب هو الذي عشق مهنة التعليم، فنجده نابضا بالحياة وبالحب وبالعطاء.
هذا القلب المملوء بالعشق لمهنة التعليم سنجده معكوسا على شخصية المعلم، الذي يدخل مدرسته بابتسامة وبضمير صادق، يغمره صبر وبأس وصدق في الأداء.
المعلم العاشق لمهنته سيكتشف لنا مواهب الطلبة، وسيصنع القادة، وسيبني مهنا جديدة، وسيرسم الأحلام وسيحقق الطموحات في نفوس طلابه.
المعلم العاشق سيجعل من المدرسة بيئة جاذبة للطالب وسيحول المدرسة إلى دار حب وعطاء وأمان، إذا ما غاب عنها الطالب في إجازة نهاية الأسبوع سيقبل عليها في بداية الأسبوع بكل شوق ولهفه وحنين. هذا الحنين هو حنين الطالب لمعلمه الذي افتقده يوم إجازته.
المعلم العاشق لن يقف عاجزا أمام المنهج، بل سيحول الطالب إلى باحث وسيقنعه أن العالم كله كبسة زر والعلم اليوم سهل المنال ولكن الصبر والصدق والأمانه قيم نحتاجها ولن نتنازل عنها من أجل صناعة الأوطان.
مع المعلم العاشق سيكتشف الطالب شخصيته وسيبنيها مع معلمه وسيطور ذاته وسيتطلع للأفق البعيد.