التعليم رسالة عظيمة تحتوي على منهج حياتي ينظم حياة الإنسان في جميع جوانبه ويرتقي به إلى المستوى الإنساني حتى لا يصبح مثل باقي الحيوانات، فهو علم ومعرفة وهو أخلاق وأدب كما هو تربية وسلوك، لذا أصبح رسالة عظيمة يحتاجها الإنسان طوال عمره.
إن التعليم لا يقف عند تحصيل العلم فقط بل من قواعده الرئيسة التربية وحسن الخلق، فقد وصف الله عز وجل نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالتعلم فقال سبحانه (اقرأ باسم ربك الذي خلق)، وعن الأخلاق والتربية فقال (وإنك لعلى خلق عظيم).
لقد انتشرت هذه الأيام ظاهرة التدريس الخصوصي ضاربا من يتبناها بقواعد التعليم عرض الحائط معتمد من يقوم بها على مهارات الحفظ عند الطلبة للمنهج حتى الانتهاء من الاختبار غير مراعين للتربية وحسن الخلق واكتساب الثقافة، هدفهم جمع الأموال وتحسين الأحوال، والطامة الكبرى أن البعض منهم ليس لديه خبرة في التربية والتعليم، فممكن أن يكون مهندسا أو إداريا أو عاملا مثقفا يأخذ من المنهج فيفهمه كما يرى وبدون أسس ويلقنه للدارسين، سألت إحداهن وهي تدخل منزلا لإعطاء درس خصوصي وذلك صباح يوم ما ألا يجب أن تكوني في مكان عملك في المدرسة الآن؟ تلكأت بالإجابة ولم تجد مبررا للرد.
أين دور الوزارة في الحد من هذه الأعمال، فأولادنا لم يتعلموا بل أصبحوا ناقلين للعلم ينسونه بعد فترة، مع العلم أن هناك مدرسين كويتيين درسوا ودرسوا العلم والتربية والأخلاق من خلال مناهج التعليم في الوزارة والوزارة تمنعهم من إعطاء دروس خصوصية وتتجاوز عن الآخرين.
إننا نحتاج إلى حوار هادف لحل هذه المشكلة فمن مساوئها تعلم الطالب على الحفظ والنقل وليس الفهم واستخدام العقل.
[email protected]