نرجو من المولى العلي القدير أن يجعل العام الجديد عاما سعيدا على الجميع، نريد أن يكون عاما فيه يغاث الناس وفيه يعصرون، ولا نريد أن يكون سبع سنين دأبا فإن هذا كلام نبي الله يوسف عليه السلام عندما سأله أصحابه في السجن، ونحن نريد أن نتفاءل بالعام الجديد وأن تسوده المحبة والإخاء، وأن تتصالح القلوب، وتزول الخلافات والنزاعات، لقد عانت البشرية خلال السنين الماضية الكثير من الحروب التي تسببت في الاقتتال والنزاعات، كانت سنوات حزينة وسيئة وفوضى، وكلنا تابعنا ما حدث في العديد من الدول ومنها دولنا العربية التي كانت بمنزلة ساحات قتال وخصومات.
ولنبدأ بالكويت فقد أضاع مجلس الأمة دورة كاملة دون أي إنجازات تشريعية ومشاريع تنموية، حيث أضاع أعضاء المجلس في صراعات ونزاعات شخصية ومنها الصراع مع رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم الذي تم انتخابه ضمن انتخابات شرعية فأحرز المركز الأول في دائرته، ثم نجح بالفوز برئاسة المجلس، ولقد تم انتخابه دون تدخل من أي جهة، وأما حجة البعض بأن الحكومة ساعدت الغانم على الفوز برئاسة المجلس، فهذا عرف متبع في كل المجالس السابقة، حيث إن الحكومة تشارك في انتخاب رئيس مجلس الأمة، رغم علم الجميع بأن اختيار رئيس مجلس الوزراء هو من اختصاص سمو الأمير، فنأمل أن تزول هذه الخلافات والاعتراضات والبدء بالاطلاع على القضايا الخاصة بمصلحة الوطن والمواطنين، وكذلك شهدت دول عربية نزاعات وحروبا أهلية ومن جملة النزاعات هي الخلاف الخليجي، ولقد انتهى هذا الخلاف وعادت أجواء التفاهم والصفاء بين الدول الخليجية، ولابد هنا من الإشادة بدور المغفور له بإذن الله سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه.
وقد عانت دول عربية أيضا كثيرا من النزاعات والحروب الأهلية ومعظمها خلافات داخلية بين صراعات حزبية وطائفية وقبلية، فلابد أن تعي الشعوب العربية بأن الخلافات الطائفية والقبلية هي التي تسببت في الفوضى وعدم الاتفاق بين الشعب الواحد.
أرجو أن يكون عامنا الجديد عام التوافق والصفاء بين مختلف الطوائف والأحزاب، وأن يسعى الجميع لأن يسود مجتمعنا الصفاء والتفاهم في مختلف القضايا.
ولنرفع شعار المصالحة العامة بين مختلف الفئات للشعوب العربية، وأن نعمل جميعا لإزالة كل الخلافات والنزاعات حتى نوفر أجواء التفاهم والإخاء وحتى نوحد توجهاتنا لخلق أجواء الوحدة والإخاء.
من أقوال صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد: «لم يعد هناك متسع لهدر المزيد من الجهد في ترف الصراعات وتصفية الحسابات وافتعال الأزمات».
والله الموفق.