تابعت فيلما ساخرا يحكي عن التفكير السطحي والسلبي للعديد من البشر حول اكتشاف عدد من الفلكيين لنيزك سيصطدم بكوكب الأرض خلال 6 أشهر وسيؤدي إلى انتهاء الحياة فيه ما لم يتم التدخل لتفجيره بالسماء قبل وصوله! يظهر كيفية تعامل المجتمع مع هذا الأمر المصيري لكل المخلوقات على وجه الأرض ابتداء من البيت الأبيض الذي رفض مناقشته إلا بعد انتخابات الرئاسة بعد 3 أسابيع، ووسائل الإعلام التي كانت تعطي خبر انفصال إحدى المطربات أهمية أكبر من خبر النيزك الذي سينهي الحياة من على وجه الأرض! ومن ثم اتهام حاملي الخبر بالجنون والمبالغة دون الاكتراث بأهمية إعطاء هذا الأمر الجدية التي يستحقها لإنقاذ البشرية! مع اعتبار حامليه مجرمين ويهددون الأمن القومي فقط لأنهم يريدون حماية الكوكب من الدمار قبل فوات الأوان!
هناك مثل يقول: «الناس لا تحب طبيب الأسنان خوفا من الألم اللحظي، ولكنهم يعشقون بائع الحلويات رغم أنها تتلف أسنانهم وصحتهم مع مرور الوقت»!، ومن دون الخوض في مقارنة الأمر في كل الواقع الذي نعيشه ولكن في تعامل الحكومة التي تحمل شعار الإصلاح السياسي قبل كل تشكيل ولكنها تستخدم نفس أدوات الاختيار!، حكومة تحارب القبلية والطائفية.. ولكنها تعززها في طريقة التشكيل!، حكومة تدعو إلى تولي الكفاءة، لكنها تختار على مبدأ المحاصصة!
إذا كانت الحكومة تريد أهدافا متجانسة وموحدة تجاه مصلحة الوطن لابد أن تحمل قبل اختيار فريقها برنامجا حكوميا شاملا واضحا ومحددا لا يتبدل بتغير أحد أفرادها، ويكون اختيار الوزراء على مبدأ الكفاة لخدمة الجميع بحسب القانون من دون استثناء.
بسبب ارتفاع أسعار النفط كانت تحقق الدولة سنويا حوالي 13 مليار دينار فوائض بالميزانية، وصلت إلى 130 مليار دينار من عام 2000 إلى 2014، وخلال 8 سنوات وقبل جائحة كورونا أصبحت الكويت تعاني من عجز مالي بواقع 9 مليارات دينار، قابلة للزيادة بكل عام، دون وجود تنمية تذكر وتردّ وتراجع على جميع الأصعدة، وشوارع كلفت الدولة مئات الملايين «لتحذف سيايير الناس بالصخر»، وفي ظل ذلك كله كانت الحكومة منشغلة كل الوقت بعمل تكتيك الجلوس على كراسيها، ووضع قانون منع الوافد الذي تجاوز عمر الـ60 عاما، وبين إغلاق وفتح لأنشطة أهلكت القطاع الخاص وأفلست المشاريع الصغيرة والمتوسطة!
٭ المنطقة الحرة: مخرجات المحاصصة جعلت الوزارات مثل «الجنجفة» كلما تغير وزير، بدلا من أن يغير في قرارات الوزارة إلى الأفضل صار مثل «خال الحكم»، وبدل كل «زات» القيادات في وزارته إلى نفس لونه، فلو كان الوزير اللي قبله «حاس» ولو ما كان عنده إحساس بالمسؤولية.. والوزير الجديد «كلفس» راح «يكلف» المناصب القيادية، ويا ريته يحط «باش ولا ميم ولا حتى غلام» بيحط بو 2 الكلفس وكيل مساعد!
[email protected]