مع صدور مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة وبعد حلف اليمين أمام سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله ورعاه، أردت أن أوثق تطلعات مواطنة من وزير الصحة الجديد بأن يكون عند ما يتمناه أي مراجع من الطبيب وألا يتخلى عن دوره في رعاية مرضاه، حيث إن الكشف والوصفة الطبية والدواء والتحليل من مقعد الوزير قد تختلف عن مقعد الطبيب في العيادة، فلابد من الإنصات والاستماع لأنات وشكاوى الشعب وأن يتم وضع الحلول المناسبة لها بعد إجراء الفحوصات اللازمة.
ويجب على الوزير ألا يفرق بين المرضى لأي سبب من الأسباب، وأن يعمل بروح الفريق الواحد مع زملائه ومعاونيه.
وأهمس بصوت عال أن المريض لا يخالف تعليمات الطبيب طمعا في الشفاء، وعندما يشفى فإنه يرفع يديه للسماء بالدعاء للطبيب وتستطيع من خلال موقعك وتحمل المسؤولية أن تفوز بالدعاء من المرضى ومن أصحاب الحاجات ولا تنظر إلى من كتب علاجات من قبلك لنفس المرضى إلا لاستخلاص الدروس المستفادة والتعرف عن قرب عن أي مضاعفات بسبب علاجات سابقة.
وندعو الله أن يوفقه للتشخيص الدقيق بعد إجراء الفحوصات اللازمة للنظام الصحي المعقد بأكمله الذي تتحمل مسؤولية وأمانة تولي قيادته واتخاذ القرارات بشأن الإدارة والتمويل وتطوير الأداء والانتقال لما يستحقه الشعب ليس فقط للشفاء، ولكن لتحقيق أهداف الصحة بمفهومها الشامل وأبعادها المتعددة وفي مقدمتها التصدي لعوامل الخطورة المؤدية للأمراض والتصدي للظواهر والعادات سيئة التأثير على الصحة، ويجب عليك اختيار القيادات والمساعدين بعيدا عن المجاملات.
وأما من حيث عدم الاهتمام وعدم الاكتراث كما ينبغي لآلام المراجعين في بعض المواقع وعدم سهولة حصول المواطنين على حقهم في الرعاية الصحية، فلتكن لك وقفة مع ظروف العمل لإعادة الثقة بين النظام الصحي والمجتمع ولا يصيبك الملل والإحباط من الشكاوى لأن المريض من حقه أن يشكو من الألم، ومن واجب ومسؤوليات الطبيب أن يعالج الألم وأسباب المرض دون كلل أو ضجر فإن المسؤولية عظيمة على وزير الصحة باعتبار الصحة هي المحور الرئيسي للتنمية الشاملة التي يستحقها الوطن من خلال قيادات مخلصة قادرة على التشرف لخدمة الوطن والمواطنين في المواقع المختلفة، وعلى الأطباء مسؤوليات إنسانية ومهنية يجب أن يقوموا بها بإخلاص.
وأدعو الله أن يوفق الوزير الجديد لتحقيق الصحة للجميع بمفهومها الشامل وتحقيق أهداف التنمية العالمية المستدامة كما تستحقه بلادنا الكويت.