سيدخل فيلم «The Matrix Resurrections» التاريخ بين المعجبين كأسوأ جزء في ثلاثية «ماتريكس» العظيمة منذ أكثر من 20 عاما، ولا يمكننا القول حتى إنه ممتع لأننا أمضينا الكثير من فترة مشاهدته الطويلة نضحك على مدى ضعف مستواه المثير للمفاجأة في غالبيته، وبالرغم من مدى قسوة ذلك، فإن الأشخاص الذين يتطلعون للحنين سيحصلون على ما يبحثون عنه، فمن المؤكد أن رؤية «نيو» و«ترينيتي» مرة أخرى أمر مميز، كما أن الممثلين الجدد يقدمون إضافات جديدة رائعة على الكون المعقد، الا انه في الوقت نفسه، يتم تنفيذ العديد من الأفكار الجيدة والمؤثرات البصرية بشكل رديء جدا، ما يجعله ككل أسوأ من أجزائه المنفصلة.
غالبا ما يكون الرافضون للأعمال التي تحث الحنين إلى الماضي من الأشخاص الذين ينقدون بشدة أفلام «الريميك» أو «الريبوت» أو الأجزاء التالية التي تصدر بعد وقت طويل، حيث يعتبرونها أعمالا تهدف فقط إلى جمع الأموال أو محاولات رخيصة تهدف فقط لاستغلال حماس عمره عقود طويلة، ويمكن الرد على هكذا عبارات بسهولة، لكن لسوء الحظ، أثبت المعجبون المتشككون حول فيلم «Matrix» الجديد أنهم محقون عندما يتعلق الأمر بفيلم «The Matrix Resurrections».
يضم الفيلم مشاهد جيدة، حيث إن عودة كيانو ريفز وكاري آن موس بدوري «نيو» و«ترينيتي» هو حلم يتحقق، ويختطف جوناثان غروف الأضواء في كل مشهد يظهر فيه بدور «سميث»، وقد تكون جيسيكا هينويك بدور «باغز» هي أفضل شيء في العمل، والنسخة الغريبة من «مورفيوس» جسدها يحيى عبدالمتين الثاني بحرفية ظهرت في تلك البدلات ذات الطابع الكرتوني.
في الواقع يمكننا القول بأن «The Matrix Resurrections» هو مجموعة من الأفكار الجيدة بشكل فردي مكدسة فوق بعضها البعض بطريقة فوضوية، فهنا تتقابل البراعة مع سوء التنفيذ، ولنأخذ إدراك القصة حول ذاتها كمثال، حيث نجد أنها تتوافق مع أولئك الرافضين للأعمال التي تحث على الحنين إلى الماضي المذكورين أعلاه.
يبدو أن هذه المحاولة لإثبات الوعي الذاتي العميق للفيلم يأتي على حساب المشاهد القتالية، وهي الشيء الذي كانت السلسلة تشتهر به، حتى هذه اللحظة، نحن نعلم أن «ريفز» ما زال محافظا على لياقته القتالية بفضل التصميم القتالي الرائع، وأثبت جميع الممثلين الجدد أنهم يمتلكون قدرات قتالية على الشاشة، لماذا إذن يفتقر هذا الجزء إلى هذا العنصر الضخم من الحمض النووي الذي اشتهرت به سلسلة «The Matrix»؟ فباتت المشاهد القتالية فيه إما قصيرة ومليئة بالمؤثرات الفوضوية، أو يتم استبدالها بتصاميم قتالية تثير التشويش.
كلف الفيلم الأصلي 63 مليون دولار، في حين كلف كل من الفيلم الثاني والثالث 150 مليون دولار لكل منهما، ومع أخذ ذلك في الاعتبار، من الصعب أن نتخيل أنه لم يتم إنفاق الكثير من المال على «Resurrections»، ونتساءل عن ذلك، لأنه من غير المفهوم لماذا تبدو المشاهد الأخيرة في «The Matrix Resurrections» بالشكل الذي تبدو عليه؟ خاصة بالمقارنة مع الفيلم الأصلي الأكثر إثارة للإعجاب ببصرياته رغم صدوره قبل أكثر من 20 عاما، حيث إن الفيلم لا يضم فقط بعض الرسوم المتحركة والمؤثرات السيئة، بل إن هناك لحظة في مستودع من المفترض أن يكون المتحدث فيها «نيو» لكن فم «سميث» هو الذي يتحرك في الخلفية، في حين أن «نيو» يوجه ظهره نحو الكاميرا.
وبالحديث عن الوقت الطويل، قد تكون الأفلام الطويلة رائعة، لكن شريطة تبرير طولها بالطبع، إلا أن «The Matrix Resurrections» لا يفعل ذلك، حيث تستهلك مشاهد «الفلاشباك» الكثيرة ولقطات الوعي الذاتي المفرطة معظم فترة الفيلم الممتد على ساعتين ونصف الساعة، وبالنسبة إلى المعجبين الذين يشعرون بالقلق لأنه لم يكن لديهم وقت لإعادة مشاهدة أفلام السلسلة السابقة قبل الذهاب إلى السينما. لا داع للقلق فالفيلم سيعرض لكم كل شيء تحتاجون لتذكره، وبعد ذلك سيعرض لكم أشياء تتذكرونها بالتأكيد، وسيعرض لكم نفس الشيء مرة أخرى، في حلقة مكررة! ربما أرادت المخرجة لانا فاشكوفسكي أن تجعلنا نشعر وكأننا محاصرون في أجواء «The Matrix» لكن الأمر كان في الغالب مملا.