منذ فترة طويلة وأخبار مؤسسات الحكومة غائبة عن الإعلام، البعض يعتقد أن سبب ذلك هو عدم وجود أخبار جديدة أو تقدم أنجزته الحكومة، والبعض يعتقد أن الإعلام يتعمد تغييب الدور الإيجابي الذي تعمل عليه مؤسسات الدولة، إما لعمد أو لضعف في المهنية الإعلامية، وأخيرا قد يعتقد البعض أن الحكومة ترغب في العمل بصمت ولا تريد أن تفصح عن إنجازاتها، وكذلك توجه الحكومة في هذا الجانب مبهم.
إلا أننا نرغب في تسليط الضوء على أحد القطاعات المستحدثة الحيوية في الدولة والتي لا أحد يتحدث عنها ألا وهي قطاع الطاقة في وزارة الكهرباء والماء والطاقة، فمنذ فترة بعيده جدا تجاوزت العقد من الزمان والدولة تولي اهتماما كبيرا في مجال الطاقة، ففي البداية في عام 2004 أنشئت وزارة الطاقة حيث قامت بضم القطاعات الكهربائية والنفطية ودمجها في وزارة واحدة ألا وهي وزارة الطاقة وقد لقيت هجوما، وقد أكون أول من انتقد هذا الأمر لأن وزارة الطاقة لابد أن تكون مستقلة ولها وكيل وزارة، وكذلك أن يتم فصلها عن النفط والكهرباء والماء حتى لا يسبب اضطرابا للعمل وضغطاعلى الوزير المعني.
وبعدها عادت وزارة الكهرباء والماء ووزارة النفط اليوم ومنذ فترة تم استحداث قطاع الطاقة مجددا ليلحق بوزارة الكهرباء وتصبح الكهرباء والماء والطاقة، وهذا أمر جيد بما أن وزارة النفط مستقله عنهم.
بيد أن التقدم الذي يحرزه قطاع الطاقة مغيب تماما عن الإعلام، وهو الحقيقة الذي لابد أن يكشف عن نفسه لأن التوجه العالمي يسير اليوم نحو استحداث بديل للنفط حتى أن المركبات بدأت تستخدم طاقة الكهرباء في بعض الدول عوضا عن البنزين.
فنود حقيقه أن نبرز الأبحاث والخطوات التي تتخذها الوزارة في هذا الجانب حتى يتم تداولها بين الأوساط الإعلامية لتبرز على الملأ الدور الكويتي في تعزيز الطاقة، وهذا أمر مهم نظرا لأنه يعطي جانبا مشرقا للدولة، هذا فضلا عن أن الرغبة في اعتراف العالم بنا كدولة مدنية متقدمة لن يتم دون أن نبرز للإعلام الطاقات العلمية التي يمتلكها الكويتيون وما وصلوا له من تقدم.
فلدينا مهندسون نوابغ حقيقة، فالكل يشهد بحرفية ومهنية خريجي كلية الهندسة في جامعة الكويت ونود حقيقه تكثيف تسليط الأضواء الإعلامية عليهم لأنه لا توجد دولة متقدمة وتكون متأخرة على الصعيد العلمي وبالأخص أن أغلب الطلبة لدينا يميلون لكلية الهندسة لأنها كلية مرموقة وغالبا ما تكون مخرجاتها ممتازة.
فقد آن الأون وبجدية أن نعمل لأجل صورة الدولة الخارجية ولأجل إعمار بلدنا، فللأسف يحاول البعض تشوية ما وصل له أبناء الدولة من تقدم ورقي علمي، وهذا أمر مؤسف، فليس جيدا ألا يتصدر أخبار الدولة سوى استجوابات ومهاترات لا تصب بالمصلحة العامة، فالعالم اليوم يسير نحو الفضاء وتسيير مركبات فضائية وبرلماننا للأسف يشغل نفسه في تشويه صورة الدولة، فلا يوجد على ألسنتهم سوى سراق المال العام، فمن لديه دليل فليقدمه لهيئة مكافحة الفساد وليصمت، هذا إذا وجد، فالحمد لله كل القضايا التي تصل للقضاء أغلبها غير جدية وغير حقيقية، ثم إن البعض لن يكون أحرص من الحكومة على المال العام، إلا أن الإفلاس العلمي الذي يعاني منه البعض يجعله منشغلا بالمراقبة وتصيد الأخطاء والفضائح والتغريد في «تويتر» لأنه يريد أن يثبت أنه موجود بقذف فلان وعلان فمن يرد أن يثبت نفسه على الساحة فليتحفنا بأبحاثه واقتراحاته المفيدة للدولة والتي تعمل على نهضتها وليس الفضائح.