المدرسة هي البيت الثاني للمعلم وللطالب على حد سواء، وارتباط المعلم بمكان المدرسة هو ارتباط بعواطفه وبمشاعره وبعطائه وبأدائه.
فعندما يألف المعلم المكان سيألف مع الوقت الزملاء والطلاب وكذلك جهة الإدارة، وستذوب مشاعره مع هذه البيئة ذوبانا تدريجيا حتى تصبح المدرسة وبأهلها هي نصفه الآخر.
إشاعة اسمها مصلحة العمل:
وتحت بند مصلحة العمل يتم نقل بعض من المعلمين نقلا عشوائيا، خاصة بوجود الواسطة في تعيين بعض المعلمين الجدد، الذين يشترطون مدرسة بعينها وهذه المدرسة قد حققت نصابها من المعلمين، فيكون الحل نقل أحد المعلمين ليحل محله معلم آخر، دون اعتبار لمشاعر المعلم المنقول الذي ألف مدرسته سنين مددا.
ويتم النقل تحت شعار ونظرا لما تتطلبه مصلحة العمل فقد تقرر نقل فلان إلى مدرسة (س). ثم تكتمل المسرحية بضرورة تنفيذ القرار خلال ثلاثة أيام من وصوله.
ان مصطلح (مصلحة العمل) مصطلح شائك وغامض، عندما يستخدم استخداما مخالفا للواقع، فالنقل الإجباري ليس من أجل مصلحة العمل، بل من أجل مصلحة معلم جاء للتعيين بواسطة كبيرة ألزمت هذا النقل الإجباري لأحد المعلمين والذي يعتبر في حقيقته ضحية من ضحايا الفساد الإداري الذي يشكل أكثر خطورة من الفساد المالي لأنه يقتل الآمال والطموحات والأوطان.
المعلم بعد النقل الإجباري:
والسؤال الذي يطرح نفسه ما حال المعلم الضحية الذي نقل نقلا إجباريا.
حتما حاله قهر وشعور بالظلم وإحباط ويأس، سيذهب لمكان مجبورا لا بطلا، وسيشعر بعدم قيمته وبعدم التقدير لمشاعره وكأنه جماد يتم نقله حسب الأهواء.
ثم يطلبون منه أن يدخل الفصل وأن يؤدي مهامه على أكمل وجه وعليه أن يبدع وأن يساهم في إعداد حصص نموذجية وأن وأن وأن فكيف سيحقق المعلم تلك الأهداف وهو يشعر بالإحباط وباليأس وبالظلم وأن الواسطة فوق القانون؟ كيف سيتطور التعليم والمعلم الذي يشكل عماد المدرسة يشعر بالظلم والإحباط؟ كيف نطالب المكسور بالإبداع وكيف نتطلع إلى التطوير والمعلم المظلوم قد فقد الأمل في الإصلاح وهزمته المحسوبيات والشللية وتكالبت عليه قرارات جائزة في ظاهرها الصالح العام وفي أعماقها الصالح الخاص؟