تعتبر فترة المراهقة شديدة الحساسية من النواحي الاجتماعية والطبية والنفسية، ويجب تقديم صحة المراهقين وفقا لخطط وبرامج واستراتيجيات علمية يتم وضعها من جانب الكوادر المتخصصة متعددة التخصصات آخذة في الاعتبار المفهوم الشامل للصحة.
ولا يخفى على الجميع أن العديد من حالات العنف في الأسرة والمجتمع، وفي المجتمع الدراسي يكون أحد أطرافها المراهقون، ولذلك كانت أهمية وجود استراتيجية وطنية متعددة الاختصاصات واضحة الأهداف والمحاور عن صحة المراهقين وتتم متابعتها من خلال مؤشرات علمية.
وهناك ناقوس يقرع عاليا حول صحة المراهقين وهو إحصائيات حالات الانتحار في المجتمع، فقد تضمن تقرير صحة الكويت لعام 2020 إحصائيات تكشف عن حدوث 11 حالة انتحار بين الكويتيين والتي تمثل 3.9% من إجمالي الوفيات بين الكويتيين و101 حالة انتحار بين غير الكويتيين وهي تمثل 19.6% من إجمالي الوفيات بين غير الكويتيين، وهذه المؤشرات يجب تحليلها لمعرفة الوضع الحالي لصحة المراهقين وتحديات الصحة النفسية والجسمانية مثل التغذية الصحية والنشاط البدني بالإضافة إلى تحديات العدوى المرتبطة بالأمراض المنقولة جنسيا والأمراض المعدية مثل الإيدز.
وأعتقد أن إعداد استراتيجية صحة المراهقين يجب ألا تغيب عن الوزارات والأجهزة المعنية لأنها في الواقع مسؤولية لم تنجز حتى الآن بينما أبناؤنا وبناتنا يستحقون الأفضل وبما يتفق مع المستجدات المتعلقة بصحة وحياة الأجيال القادمة التي ستكون بلا شك الركيزة الأساسية للتقدم والتنمية التي يستحقها الوطن.
ولا يجب ترك المراهقين ضـــحية للتـــسويق للأغذية غير الصحية أو ضحية لهجـــمات السموم والمواد المخدرة التـــي تتسلل إلى الأســـواق لولا يقظة رجــال الأمن والجمارك، فضـــلا عن عالم المنشطات التي تهدد صحة وحياة المراهقين وتحتاج من خلال الاستراتيجية إلى التصدي لها بقوة وبالقانون والتوعية وعلى الإعلام الوطني أن يساهم في الطرح الواعي بكل شفافية وموضوعية للتحديات التي تواجه صحة المراهقين لتكون منطلقا عمليا لإعداد الاستراتيجية التي نتمنى أن تولد قريبا كاملة الصحة والنمو لأن مؤشرات الانتحار يجب ألا تمر مرور الكرام، وأن نتفاعل بكل ما أوتينا من علم وقوة للتصدي لها.