يذكر أن رجلا جاء إلى عراف وسأله عن حاله قائلا إنه في هم وضيق طول أيامه ولياليه وإنه يعاني من المشاكل وكثير التفكير بهموم الدنيا، مع أنه في خير ونعمة وحال مستورة في ماله وزوجته وأولاده، فقال له ذلك العراف: اشتر لك حمارا وعد لي بعد يومين! فاشترى الحمار ثم عاد وقال للعراف ما تغير من همي شيء، فقال العراف: اشتر لك خروفا وعد لي بعد يومين! فاشترى الخروف وعاد، فقال للعراف: أنا كما كنت في همي وضيق حالي، فقال له العراف اشتر لك دجاجة وعد لي بعد يومين! فاشترى دجاجة حتى أصبح منزله كبيت الحيوانات يطعم هذا ويداوي ذاك وطول يومه يعتني بحيواناته وانشغل بها فزاد همه وضاق صدره وأصبحت هذه الحيوانات هما جديدا متعبا، اشتكى للعراف فقال له: بع الدجاجة فباعها وانفرج بعض الهم، وعاد للعراف فقال له: بع الخروف فباعه فانفرج نصف الهم وهكذا باع الحمار فانفرج الهم كله.
إن الحياة شعور وإحساس تتأثر سعادتها بوضعها النفسي فإذا كانت سليمة زادت سعادتها وانفرجت همومها وإلا انشغلت بمشاكل الحياة وهمومها حتى تصبح في ضيق وهموم.
إن الانشغال بما ليس لك به نفع أو مصلحة أو عمل خير فإنه همّ على النفس ومدخل للشيطان يفقد به الإنسان سعادة الحياة والعيش الطيب.
[email protected]