عندما أُلقي موسى في اليمّ وذهب إلى قصر فرعون، كانت أخته هي من تراقبه وتأتي بالأخبار إلى أمها تطمئنها..
وعندما أرادوا مرضعة له هي من دلتهم على أمه، فكانت القوة والسند والحب والعطف لأخيها..
وعندما أمر الله موسى أن يذهب إلى فرعون.
طلب موسى من الله أن يرسل معه أخاه هارون سندا وعونا ويشدد من أزره..
فالإخوان هم سند هذه الدنيا، الإخوة هم بعد والديك من يحملون عنك مكابد الحياة ومشقاتها وآلامها..
هم الستر، الذي إن حاول أحدهم كشف شيء عنك يكونون الصدّ الرادع لهم..
الزوجة تتعوض.. الزوج يتعوض.. الأبناء يتعوضون.. لكن لا يعوض شيء خسارة وفقدان الإخوان..
فمهما كان من أخيك سوء لا تكشفه للناس وكن أنت من يحسن صورة إخوانه.. ولا يتكلم عنهم إلا خيرا وطيبا..
فلن يحترمك الناس إن لم تظهر احترام إخوانك وتحمي أسرارهم أمام العامة.
كما قال سبحانه في حق موسى وهارون أخيه:
(ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء).
فمن شتات أمر الإخوان وعدم ترابطهم وعداوتهم:
تفضيل الوالدين احدهما على الآخر..
ثم يأتي دور الأزواج.. فلا خير في أزواج يفرقون الأهل عن بعضهم..
ثم التحاسد والتباغض في أرزاق الله وتفضيل بعضهم على بعض.. فلا يكون عند احدهم قناعة ويقارن حياته بحياة إخوانه..
وأخيرا: المال وتغيره في الأنفس.. فيكون هذا المال شرا على أهله إن أصبح هو سبب التفريق بينهم..
من صلة الرحم وزيادة البركة أن يكون المال هو سبب ترابطكم فإن رأيت احد إخوانك محتاجا فدون ان يطلبك مدّ له يد العون..
قال صلى الله عليه وسلم: «من أحب أن يُبسط له في رزقه، وأن يُنسأ له في أثره فليصل رحمه»
يحدثني أحدهم: أنه يعرف شقيقين ليس بينهما عداوة ولكن لا يوجد بينهما صلة وبينهما رسمية غريبة حتى طلبت من احدهم يكلم اخيه على شيء.. فقال لي انت كلمه افضل.. يقول استغربت أن أكون أنا الغريب أقرب له من أخيه..
فمن القبح والمعيب: أن يكون اخوانكم اكثر الناس بعدا عنكم.. والأسوأ يكون بينكم العداوة والبغضاء والحسد.. كما كان في اخوة يوسف..
فيكون هذا وبال على أهله.. فلا يفلح أناس.. لا تكون بينهم صلة وترابط..
فسر نجاح الناس.. هو ترابط عائلتهم في بعضهم..
عندما يرى الأخ من أخيه أو أخته شيئا يكون أول الناصحين له والموجهين والراشدين.. من المحبة والخوف والإحسان..
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
لا خير في قوم لا يحبون النصح ولا الناصحين..
فلا خير ألا تسمع من اخوانك النصيحة ولا خير من لا ينصح اخوانه!
خصوصا إن كان هؤلاء الإخوان بداية تأسيس حياتهم ومراهقتهم ويحتاجون دائما للنصائح والشد واللين.. فيكونون هم السد المنيع بعدم الوقوع في كثير من المحاظر والمشاكل..
اللهم ألّف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا ولا تفرق شملنا واجمعنا دائما على الخير والحب ولا تجعل للشيطان علينا مسلكا.
Email: [email protected]
Twitter: Y_Alotaibii