- وانغ يي: في ظل المتغيرات العالمية تزداد العلاقات الإستراتيجية بين الصين والكويت قوة ومتانة
عقدت صباح أمس الأربعاء في مدينة ووتشي الصينية جلسة مباحثات رسمية بين الكويت وجمهورية الصين الشعبية، ترأس الجانب الكويتي فيها وزير الخارجية ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ د.أحمد ناصر المحمد، بينما ترأس الجانب الصيني مستشار الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي.
وتأتي هذه المباحثات في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها وزير الخارجية على رأس وفد يضم عددا من كبار المسؤولين إلى الصين حيث نقل في مستهل جلسة المباحثات تحيات صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، وحكومة وشعب الكويت لجمهورية الصين الشعبية الصديقة قيادة وحكومة وشعبا.
وأشاد د.أحمد ناصر المحمد بما تتسم به علاقات الصداقة التاريخية بين البلدين من قوة ومتانة، مؤكدا أهمية تعزيز التعاون الثنائي والتنسيق المتبادل بما يحقق المصالح المشتركة مع أهمية تطوير تلك العلاقات والارتقاء بها إلى مستويات أشمل وأوسع بما يعود بالخير والمنفعة على البلدين والشعبين الصديقين.
واسـتـذكـر الـمحطـات التاريخية التي شهدتها العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين منذ 50 عاما من ازدهار وتقدم مستمرين في مختلف المجالات، مشيرا في هذا الصدد إلى التوافق الكبير بين «رؤية الكويت 2035» ومبادرة الصين «الحزام والطريق».
وأوضح الشيخ د.أحمد الناصر أن الكويت هي أول دولة خليجية عربية تبادر بتوقيع مذكرة تفاهم للتعاون مع الصين في مبادرة الحزام والطريق بعد إعلانها في سبتمبر 2013، لافتا إلى ما عبرت به الكويت عن دعمها وتأييدها لتلاقي مبادرة الحزام والطريق مع تصورها الاستراتيجي في جعل الكويت ملتقى تجاريا ضخما.
كما أثنى على متانة التعاون الوثيق القائم بين البلدين الصديقين في المحافل الدولية المختلفة، معربا عن تطلعه الى مواصلة نسق هذا التعاون بين الجانبين على جميع المستويات.
من جانبه، نقل الوزير وانغ يي تحيات الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله ورعاه، وللكويت قيادة وحكومة وشعبا.
وعبر وزير الخارجية الصيني عن اعتزاز بلاده بمسيرة علاقات الصداقة الوثيقة والشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين في جميع المجالات، مشيدا بما توصلت إليه من مستويات رفيعة وعالية، آملا الارتقاء بها إلى آفاق أوسع وترسيخ دعائمها على الصعد كافة.
وأوضح أنه في ظل المتغيرات العديدة والكبيرة التي يشهدها العالم تزداد علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والكويت قوة ومتانة.
على صعيد آخر، أشاد الوزير الصيني وانغ يي بمستوى التواصل والتعاون الدائم بين البلدين الصديقين على الساحة الدولية، وأثنى على حكمة الكويت واتزان سياستها الخارجية وبالجهود التي تقوم بها في ترسيخ دعائم حفظ الأمن والسلم في المنطقة، مضيفا أن الكويت صديق وثيق للصين في الخليج والشرق الأوسط والعالم العربي والإسلامي.
هذا، وقد تم خلال جلسة المباحثات الرسمية استعراض العلاقات التاريخية الوثيقة التي تربط بين دول الكويت وجمهورية الصين الشعبية الصديقة والزيارات المتبادلة رفيعة المستوى فيما بينهما وآخرها الزيارة الرسمية لعضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومدير مكتب اللجنة المركزية للشؤون الخارجية بالصين يانغ جيه تشي إلى الكويت في فبراير 2021 والاجتماع الذي تم بين الشيخ د.أحمد الناصر ونظيره الصيني على هامش أعمال المؤتمر الدولي (آسيا الوسطى وجنوب آسيا) في 16 يوليو 2021 في عاصمة جمهورية أوزبكستان طشقند.
وقد جاءت جلسة المباحثات الرسمية أمس استكمالا لملفات تشاورية مهمة تتعلق بالنتائج المثمرة والناجحة للشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين الصديقين وفتح آفاق جديدة للعمل والتعاون المشترك بينهما في مختلف القطاعات تجسيدا لرغبة قيادتي الدولتين في تعزيز مستوى الشراكة الاستراتيجية بينهما والانطلاق بها نحو آفاق أرحب وأوسع وأكثر شمولية.
وتناولت جلسة المباحثات الرسمية كذلك جميع أوجه التعاون الثنائي والتنسيق المشترك بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات الحيوية والهامة وبحث سبل تطوير آفاقها المستقبلية دعما للمصالح المشتركة بين الجانبين.
وتم استعراض الفرص المتاحة لتطوير هذا التعاون وخصوصا المتعلقة بمبادرة الحزام والطريق التي أطلقتها الصين عام 2013 وتعتبر بوابة مهمة لمجالات تعزيز التعاون الاقتصاد بين البلدين علاوة على بحث مجالات التعاون المتعددة في إطار مواجهة تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) ومتحوراته.
وسلط الوزيران الضوء خلال المباحثات على التعاون المشترك في سياق مواجهة الآثار السلبية المترتبة على هذه الجائحة وبوجه خاص الصحية والاجتماعية والاقتصادية منها وبحث سبل تعزيز التعاون المشترك في هذا الإطار.
كما جرى خلال المباحثات الرسمية بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وتبادل وجهات النظر تجاه تطورات الأوضاع في المنطقة والموضوعات والقضايا ذات الاهتمام المشترك.