الصورة من حولنا الآن سواء كانت على مستوى العالم أو المنطقة أو الوضع المحلي فإنها ليست قاتمة ولا يجب النظر إليها بنظرة متشائمة، ولا يختلف أحد على تجاوز حالات الأرقام التي كانت تعلن من قبل وأن إصابة وزير الصحة الجديد بفيروس كورونا شفاه الله وعافاه قد توحي بأن الصورة قاتمة.
وأضف إلى ذلك التصريحات عن عودة القيود والتباعد في المساجد والإغلاق للأندية الصحية وإغلاق المولات بوقت مبكر ولكن تلك الأخبار والإجراءات التي قد تفرض نفسها من جديد ولا تدعو لنشر التشاؤم والنظرة السلبية ولكن ما نحتاجه الآن هو تأهيل نفسي جماعي للتخلص من مشاعر الإحباط إلى مشاعر إيجابية واستعادة التوازن النفسي حتى نستطيع التعايش والتصدي للتحدي الجديد الذي جعلنا الآن ذوي خبرة وتجارب في التعامل مع الفيروس سواء من حيث توفير الوسائل الواقية والأدوية وأسرة المستشفيات وتجهيزات العناية المركزة.
ولكن أن يتغلب علينا الشعور بالإحباط وأن نتصور أن الصورة قاتمة فإن ذلك المحظور الذي قد يترتب عليه فقدان التوازن المطلوب حاليا للتعايش مع الوضع الحالي بعقلانية مستفيدين من خبرات تراكمية سابقة إذ أن تصورنا أن الصورة قاتمة قد يفقدنا القدرة على اتخاذ القرارات المناسبة وفي الوقت المناسب ونتحول إلى أشباح ونفتقد الحياة وروح المبادرة المطلوبة دون تهوين أو تهويل سواء في الخطاب الإعلامي أو في بعض القرارات التي تصدر وكأنها بيانات عسكرية في وقت حرب ضروس.
فرفقا أيها المسؤولين بقراراتكم في هذه الأوقات لأنها قد تؤدي إلى الإحباط بدون مبرر وكذلك رفقا في تصريحاتكم التي إن كانت متشائمة فإن لها تداعياتها السلبية في المجتمع وفي مصالح البلاد والعباد وستتناقلها المواقع إلى خارج البلاد مما يجعلنا محط تساؤلات عن مبررات تلك التصريحات والبيانات الشديدة والتي تحول الوضع إلى صورة قاتمة.
فلنكن معتدلين في قراراتنا وإجراءاتنا حتى لا نعاني بعد ذلك من عدم القدرة على التأهيل النفسي للمجتمع ككل ولا يعاني أبناؤنا من أي مشاكل نفسية أو اجتماعية مستقبلا فالاعتدال هو المطلوب من الجميع حتى لا نعيش بصورة قاتمة.