(إنا لله وإنا إليه راجعون).
«لاحول ولا قوة إلا بالله، كانت صدمة، ولكن لا اعتراض على أمر الله عز وجل، أستاذي ومن علمني معنى الصحافة، الصديق الصدوق، صوت الأمة، اليوم يدوي نبأ رحيلك، الله يرحمك ويغفر لك ويسكنك فسيح جناته».
بتلك السطور نعيت بها أستاذي وصديقي وأخي وائل الابراشي، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
9/ 1 غاب عن الدنيا ورحل لرحاب الله عز وجل الإعلامي والكاتب والصحافي المبدع وائل الابراشي، رحمه الله.. عام بأكمله وهو يعاني من تبعات ذلك الوباء بعد إصابته بـ «covid-19»، الله يرحمه ويجعل كل ألم تألمه من ذلك الوباء حسنة في ميزان حسناته عندما يلقى وجه ربي الكريم، اللهم آمين، سئمت وسئمت حروف كلماتي وهي تنعى الكثير من أساتذتي ومعلمي وأصدقائي، ولا اعتراض على أمر الله عز وجل.
وهناك وقفات مع صوت الأمة لن أنساها من ذاكرتي:
٭ 2008.. اللقاء الأول عندما كان رئيس تحرير صوت الأمة.. عندما دخلت مبنى الجريدة وجدت العديد من الطاقات الشبابية، خلية نحل من العمل والطاقة الإيجابية، العمل بروح الجماعة، الكل يعمل من أجل محاربة الفساد، أنا أنتظر للقاء الأستاذ الكاتب وائل الابراشي فقط من أجل التعرف بشخصية واجهت ومازالت في ذلك الوقت كانت تواجه السلطة وقوتها، كان رمزا للقوة ليس فقط لي بل للعديد من المبتدئين في الصحافة، وعند اللقاء وجدت إنسانا متواضعا يحمل الكثير من المبادئ التي غرست في نفسي.
الجميع كان يحبه ويحترمه من أصغر موظف إلى أكبرهم، لأنه كان نصيرا للشباب، وساعد الكثير منهم، بل ووضع العديد من الأسماء التي نقرأ عنها الآن في بداية الطريق الصحافي في ذلك الوقت، كان سببا وبداية للعديد في الطريق لنجاحهم. ذلك هو وائل الابراشي، رحمه الله.
٭ أكثر من عشرة أعوام وأنا على تواصل معه، قد تكون غير متصلة، ولكن عندما أريده أجده «تلك هي معنى الصداقة»، لن أنسى نقاشاته ومحاورته معي، كان يتقبل النقد ويحترم سطوره وكلماته حتى لو كان ذلك النقد ضده، كان يحترم الإنسان لشخصه وليس لوطنه أو لأجندات خاصة، كان يرفض مبدأ الهدية وهذا ما تعلمته منه.
رحم الله صوت الأمة الذي وقف ضد العديد من الفاسدين وواجه بمفرده الكثير من قضايا الفساد.
٭ مسك الختام: قال تعالى (إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط) «سورة آل عمران: 120».
[email protected]