قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» ينس ستولتنبرغ أمس، إن «اختلافات رئيسية» مع موسكو لاتزال قائمة حول الأمن في أوروبا إلا أن الدول الأعضاء في الحلف منفتحة على الحوار معها.
وأوضح ستولتنبرغ في ختام اجتماع مجلس «الناتو» مع روسيا استمر أكثر من ثلاث ساعات في مقر الحلف ببروكسل وحضره الكسندر غروشكو نائب وزير الخارجية الروسي «المباحثات لم تكن سهلة. المبادلات كانت صريحة حول الوضع في أوكرانيا وسجلنا اختلافات رئيسية حول الأمن في أوروبا».
وأجرت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون محادثات مع موسكو بهدف تجنيب المنطقة ما تعتبره واشنطن تهديدا روسيا باجتياح أوكرانيا، غير أن موسكو لم تبد أي علامات تهدئة في هذه المرحلة.
وجاء الاجتماع في إطار متابعة المحادثات حول الضمانات الأمنية بين روسيا والولايات المتحدة، والتي عقدت يومي 9 و10 يناير الجاري في جنيف. ومثلت نائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان الولايات المتحدة في هذا الاجتماع، فيما أرسلت فرنسا فرانسوا دولاتر وهو المدير العام لوزارة الخارجية الفرنسية.
وكانت روسيا قد طالبت واشنطن وحلفاءها بتطمينات واسعة النطاق بما في ذلك ضمانات ملموسة بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي «لا يزال من المبكر جدا لنقول إذا كان الروس جديين أم لا في المسار الديبلوماسي أو إذا كانوا مستعدين للتفاوض بشكل جدي». وتابعت «إن علاقة حلف شمال الأطلسي مع أوكرانيا هي مسألة لا تعني إلا أوكرانيا والحلفاء الـ30 ضمن الناتو، ولا تعني الدول الأخرى».
وأكدت واشنطن لموسكو أنها لا تنوي نشر أسلحة هجومية في أوكرانيا، لكنها نفت أن تكون لديها نية بنزع السلاح في أوروبا، حسبما أكد الديبلوماسي الأوروبي.
في هذه الأثناء، صرحت وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند بأن روسيا أعدت خطة لزعزعة الاستقرار الداخلي في أوكرانيا.
واتهمت موسكو بأنها هي التي أطلقت معلومات مضللة وأكاذيب عن أوكرانيا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لتبرير أفعالها.
في المقابل، قال الكرملين إن روسيا، لا توجه إنذارات نهائية في مفاوضاتها مع الغرب لكنها تحتاج إلى إجابات شافية فيما يتعلق بمخاوفها الأمنية.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحافيين امس «لقد وصل الوضع إلى نقطة حرجة فيما يتعلق بالأمن في أوروبا والمصالح الوطنية لبلدنا.. لذا لا يمكننا أن نؤخر أكثر من ذلك كما أن المخاوف التي عبرنا عنها تحتاج إلى إجابات شافية». وقال بيسكوف إن روسيا مستعدة للتفاوض مباشرة مع أوكرانيا شريطة الوفاء بالاتفاقات الحالية، مضيفا أن التدريبات التي أجرتها القوات الروسية بالذخيرة الحية والدبابات بالقرب من الحدود الأوكرانية امس الأول ليست لها صلة بالمحادثات مع حلف الأطلسي.
وردا على سؤال عما إذا كانت هناك علاقة بين التدريبات العسكرية الروسية والمشاورات مع حلف الناتو، قال بيسكوف - في تصريح نقلته وكالة أنباء (سبوتنيك) الروسية - إنها مجرد ممارسات تدريبية عادية.