زار الرئيس الكازاخستاني قاسم جومرت توكاييف امس ألماتي للمرة الأولى منذ الاحتجاجات التي عمت البلاد وراح ضحيتها العشرات واعتقل الآلاف، ووعد بإصلاح الأضرار في عاصمة البلاد الاقتصادية.
وقال خلال اجتماع حكومي، بحسب بيان صدر عن مكتب الرئاسة الكازاخستانية «إن المهمة الآن هي إعادة بناء المدينة في أقل وقت ممكن لا شك لدي بأن المدينة سيعاد إعمارها». وأعرب الرئيس الكازاخستاني عن امتنانه للقوات الروسية والحليفة التي اعتبر أنها «لعبت دورا مهما جدا فيما يخص استقرار وضع البلاد». وأضاف «من دون أدنى شك، كان لديها أهمية معنوية كبيرة لردع هجوم الإرهابيين وقطاع الطرق. يمكننا اعتبار المهمة ناجحة جدا».
والتقى توكاييف، بحسب وسائل إعلام محلية، بأقرباء عناصر الأمن الذين قتلوا خلال أعمال الشغب، وعاد الجرحى في المستشفيات.
من جهته، أصدر رئيس وزراء كازاخستان الجديد علي خان اسماعيلوف، تعليماته لوزارة الاقتصاد بصياغة مشروع برنامج عمل حكومي للعام الحالي بحلول 20 الجاري، وأوعز بوضع مقترحات لإصلاح القوات المسلحة والاستخبارات.
وأشار اسماعيلوف الذي تم تعيينه مؤخرا، إلى أن رئيس الدولة قاسم جومارت توكاييف أصدر تعليماته بصياغة برنامج عمل حكومي لعام 2022 في غضون ثلاثة أسابيع.
ووفقا لاسماعيلوف، فإن الإجراءات المخطط لها في البرنامج يجب أن تكون قابلة للتنفيذ هذا العام، والعمل على مستوى عالي من الجودة. وقال: «إنني أوعز إلى وزارة الاقتصاد الوطني مع هيئات ومؤسسات الدولة بوضع مشروع برنامج وتقديمه إلى الحكومة بحلول 20 يناير الجاري».
من ناحية أخرى، قال وزير الصناعة، كايربيك أوسكينباييف، إن مطار ألماتي جاهز من الناحية الفنية لاستئناف عمله.
من جهته، اعتمد البنك الوطني ووكالة المراقبة المالية ووكالة تنظيم وتنمية السوق المالية أمرا يهدف إلى تعزيز الرقابة على السحب غير المشروع للأموال من البلاد.
وفي السياق، أفادت تقارير إخبارية في كازاخستان امس بأنه جرى إلقاء القبض على 1700 شخص آخرين في مدينة ألماتي، أكبر مدن البلاد ومركز الاضطرابات الأخيرة. ووصفت التقارير المعتقلين بـ «المخربين والمجرمين».
وذكرت قناة «آسيا نيوز» الإخبارية، امس أن الاعتقالات الإضافية، التي أبلغت السلطات أنها أجرتها في مدينة ألماتي، أدت إلى رفع العدد الإجمالي للاعتقالات إلى حوالي 12 ألف شخص.
من ناحية اخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، إجلاء 2095 مواطنا روسيا وأجنبيا من كازاخستان إلى روسيا بواسطة طائرات النقل العسكرية التابعة للقوات الجوية الفضائية الروسية، وقالت إن الأشخاص، الذين تم إجلاؤهم، هم المواطنون الروس الذين توجهوا إلى «ألماتي» لقضاء عطلة رأس السنة في رحلات سياحية، ونتيجة لتفاقم الوضع وإغلاق مطار ألماتي الدولي، بقي السياح الروس في فنادق المدينة، مشيرا إلى أن هؤلاء المواطنين ناشدوا قيادة الوحدة الروسية لقوات حفظ السلام بطلب المساعدة في إعادتهم إلى روسيا.
الى ذلك، طالبت الأمم المتحدة السلطات في كازاخستان بتعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية في سياق مكافحة الإرهاب، داعية إلى إجراء تحقيقات فورية ومستقلة ومحايدة في عمليات القتل والتي ستشمل ما إذا كانت قوات الأمن قد استخدمت القوة غير الضرورية وغير المتناسبة.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أكدت المتحدثة باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان «ليز ثروسيل» أنه بموجب القانون الدولي، يحق للناس الاحتجاج السلمي والحق في التعبير عن آرائهم. ولا ينبغي احتجازهم لمجرد التعبير عن آرائهم، وشددت على ضرورة أن يحصل جميع المعتقلين على محامين، كجزء من حقوقهم الإنسانية الأساسية.
كما أكدت «ليز ثروسيل» على أهمية أن تكون أمينة المظالم في كازاخستان قادرة على الوفاء الكامل بولايتها المتعلقة بما تسمى بالآلية الوقائية الوطنية والتي تتعلق بمسألة التعذيب من خلال زيارة أماكن الاحتجاز.
وفي ذات السياق، دعا خبراء حقوقيون مستقلون السلطات في كازاخستان وقوات الأمن «إلى وقف استخدامها غير المقيد للقوة، بما في ذلك القوة المميتة» الموجهة ضد المتظاهرين، ودعوا إلى إجراء تحقيقات مستقلة وقائمة على حقوق الإنسان في الطريقة التي استخدمت فيها الحكومة القوة في الأيام الأخيرة من أجل قمع الاحتجاجات. وقال الخبراء في بيان لهم، إنهم كانوا قلقين للغاية من أن رئيس كازاخستان أعطى أوامر لقوات الأمن والجيش بحسب ما ورد «بفتح النار بقوة مميتة» على المتظاهرين الذين وصفهم بـ «قطاع طرق وإرهابيين».