[email protected]
النار أعظم اكتشاف حققه الإنسان!
منذ اكتشاف النار والإنسان يعلم انها (خير - وشر) في الحياة البشرية ويزداد التقرب منها في الشتاء حين اشتداد البرد او الخروج الى البر او التجمع في مزرعة او شاليه، ولهبها المتصاعد وجمرتها الحمراء يعطيان الإنسان الدفء وتعد من الذكريات في السنوات القادمة والنار تبقى أكثر الغوامض المنظورة وضوحا!
يقال ان (النار فاكهة الشتاء) ولا أحد يستطيع الاستغناء عنها في الدنيا كوسيلة للدفء او الطبخ غير الاجتماع حولها وهي مشتعلة الذي يزيد من الروابط الإنسانية والمشاعر والعلاقات!
أجمل نار تجلس حواليها هي خشب الأشجار، خاصة حطب شجر الزيتون، رائحته زكية وعيبه ارتفاع ثمنه، لأنك تشم عطرا فواحا منها ودخانها نظيف، وكان العرب قديما يشعلون النار من بعيد ليعرف القادم لها ان هناك أناسا حولها وغالبا ما تكون في الشتاء، حيث تكون ملاذا للبردان والملهوف وضال الطريق.
كل البيوت العربية تستخدم أدوات لهذه النار فنحن في الكويت نستخدم (الدوة) وهناك من يسميها المنقل أو «كانون» مثل ما ينطقها اخواننا اللبنانيون أو موقد..!
قال الشاعر:
المستجير بعمر عند كربته
كالمستجير من الرمضاء بالنارأخطار النار عظيمة، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن هذه النار إنما هي عدو لكم فإذا نمتم فأطفئوها عنكم».
النار حسب حاجتها فهي عند أعداد اللاجئين والمهاجرين والمنكوبين ضرورة قصوى أما نحن فهي من الترف والتنعم بنعم الله عز وجل لأنها بالفعل في الشتاء فاكهة!
أخونا محمد المليفي - بوخالد - مغرم بإشعال النار يوميا في مجلسه أمام منزله ونحن نسعد بصحبته وصحبة أخينا داود الدبوس والغالي غانم المطبقي - بوسلطان - وأبو صهيب محزم البديح.
٭ ومضة: النار في الشتاء فاكهة للبشر المجتمعين حولها، تعطيهم الدفء وحب السهر والسمر، قال الشاعر:
النار فاكهة الشتاء فمن يُردْ
أكل الفواكه شاتيا فليصطلْ
إن الفواكه في الشتاء شهية
والنار للمقرور أفضل مأكل
٭ آخر الكلام: مواقد النار مرت بتطورات كثيرة، إلا انها حافظت على جوهر حضورها كأنيس للسُمّار في ليالي الشتاء المبهجة!
وهكذا هي النار.. لأن النار الصغيرة تطفئها نار كبيرة!
٭ زبدة الحچي: شبة النار (تونّس) وهي جالبة للفرح والسرور غير انها تذكر في التاريخ والأحداث مثل اشتعال الأشجار في الدول الأوروبية وتتحول هذه النار الى مصائب وكوارث بشرية!
قالت العرب قديما:
فأبصر ناري وهي شقراء أُوقدت
بعلياء نشزٍ للعيون النواظر
ما أجمل ألفاظها، أضرمت وتوقدت وشبت وقدحت وأنت تجلس حولها لكن ان خرجت عن (طوع امرك) فانحاش!
حكايات كثيرة تذكر حول الجلوس أمام النار المشتعلة لأنها بالفعل فاكهة وتسلية!
وأنتم مقبلون اليوم على إجازة الأسبوع استمتعوا بفاكهة الشتاء لكن ديروا بالكم منها لأنها خطرة تحرق كل ما في طريقها إن لم تحسن قيادتها!
رغم وجود الدفاية الكهربائية تبقى (النار المشتعلة من الخشب) هي المطلوبة ومثلما قالها راكان رحمه الله:
ياما حلا الفنجال مع سيحة البال
في مجلس ما فيه نفس ثقيله
هذا ولد عم وهذا ولد خال
وهذا رفيق ما لقينا مثيلهأتمنى لكم إجازة أسبوعية جميلة مع فاكهة الشتاء!
..في أمان الله.